الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الميــــهــــــــى


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  صحف ومجلات خليجية  البوابة 2  
فضائل يوم عرفة 09K99441

 

 فضائل يوم عرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mohammed Ali
عضو الماسي
عضو الماسي




فضائل يوم عرفة Empty
مُساهمةموضوع: فضائل يوم عرفة   فضائل يوم عرفة Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 15, 2010 11:33 am

***************************
يوم عرفة والنحر وأيام التشريق أعياد للمسلمين
***************************
ولما كان عيد النحر أكبر العيدين وأفضلهما، ويجتمع فيه شرف المكان والزمان لأهل الموسم كانت لهم فيه معه أعياد قبله وبعده، فقبله يوم عرفة، وبعده أيام التشريق. وكل هذه الأيام أعياد لأهل الموسم كما في حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب))، خرجه أهل السنن وصححه الترمذي، ولهذا لا يشرع لأهل الموسم صوم يوم عرفة؛ لأنه أول أعيادهم وأكبر مجامعهم، وقد أفطره النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة والناس ينظرون إليه.

وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، وروي عن سفيان بن عيينة: أنه سئل عن النهي عن صيام يوم عرفة بعرفة؟ فقال: "لأنهم زوار الله وأضيافه، ولا ينبغي للكريم أن يجوع أضيافه".

وهذا المعنى يوجد في العيدين وأيام التشريق أيضًا، فإن الناس كلهم فيها في ضيافة الله عز وجل لا سيما عيد النحر، فإن الناس يأكلون من لحوم نسكهم أهل الموقف وغيرهم، وأيام التشريق الثلاثة هي أيام عيد أيضًا؛ ولهذا ((بعث النبي صلى الله عليه وسلم من ينادي بمكة أنها: أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل فلا يصومن أحد))، وقد يجتمع في يوم واحد عيدان كما إذا اجتمع يوم الجمعة مع يوم عرفة، أو يوم النحر، فيزداد ذلك اليوم حرمة وفضلا لاجتماع عيدين فيه، وقد كان ذلك؛ اجتمع للنبي صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة فكان يوم جمعة، وفيه نزلت هذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} المائدة: 3

وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل من وجوه:
منها: أن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام بعد فرض الحج قبل ذلك، ولا أحد منهم، هذا قول أكثر العلماء أو كثير منهم فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها.

ومنها: أن الله تعالى أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد، قال الشعبي: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة حين وقف موقف إبراهيم واضمحل الشرك وهدمت منار الجاهلية، ولم يطف بالبيت عريان. وكذا قال قتادة وغيره، وقد قيل: "إنه لم ينزل بعدها تحليل ولا تحريم"، قاله أبو بكر بن عياش.

وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها كما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} الفتح: 2، وقال تعالى في آية الوضوء: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} المائدة: 6؛ ومن هنا استنبط محمد بن كعب القرظي بأن الوضوء يكفر الذنوب كما وردت السنة بذلك صريحًا، ويشهد له أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ((سمع رجلا يدعو ويقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة فقال له: تمام النعمة النجاة من النار ودخول الجنة))، فهذه الآية تشهد لما روي في يوم عرفة أنه يوم المغفرة والعتق من النار.

****************************
فضائل يوم عرفة
****************************
فيوم عرفة له فضائل متعددة؛ منها: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ومنها: أنه عيد لأهل الإسلام كما قاله عمر بن الخطاب وابن عباس، فإن ابن عباس قال: "نزلت في يوم عيدين يوم جمعة ويوم عرفة".

وروي عن عمر أنه قال: "وكلاهما بحمد الله لنا عيد". خرجه ابن جرير في تفسيره، ويشهد له حديث عقبة بن عامر المتقدم لكنه عيد لأهل الموقف خاصة ويشرع صيامه لأهل الأمصار عند جمهور العلماء وإن خالف فيه بعض السلف.

ومنها: أنه قد قيل: إنه الشفع الذي أقسم الله به في كتابه، وأن الوتر يوم النحر، وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر خرجه الإمام أحمد والنسائي في تفسيره.
وقيل: إنه الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} البروج: 3.

وفي المسند عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفًا: ((الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة)) وخرجه الترمذي مرفوعًا، وروي ذلك عن علي من قوله، وخرج الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا: ((الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة))؛ وعلى هذا فإذا وقع يوم عرفة في يوم جمعة فقد اجتمع في ذلك اليوم شاهد ومشهود.

ومنها: أنه روي أنه أفضل الأيام. خرجه ابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأيام يوم عرفة))، وذهب إلى ذلك طائفة من العلماء، ومنهم من قال: "يوم النحر أفضل الأيام" لحديث عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر)) خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظه: ((أفضل الأيام)).

ومنها: أنه روي عن أنس بن مالك أنه قال: "كان يقال: يوم عرفة بعشرة آلاف يوم" يعني في الفضل، وقد ذكرناه في فضل العشر، وروي عن عطاء قال: "من صام يوم عرفة كان له كأجر ألفي يوم.

ومنها: أنه يوم الحج الأكبر عند جماعة من السلف؛ منهم عمر وغيره وخالفهم آخرون، وقالوا: يوم الحج الأكبر يوم النحر. وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أن صيامه كفارة سنتين وسنذكر الحديث في ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.

ومنها: أنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)).

وفي المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرا))،

وفيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يباهي بأهل عرفات يقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرا)) وخرجه ابن حبان في صحيحه،

وخرج فيه أيضًا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم ير أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة)) وخرجه ابن منده في كتاب التوحيد ولفظه: ((إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق، فيقول: قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتيقًا من النار من يوم عرفة))، وقال: إسناد حسن متصل. انتهى.

ورويناه من وجه آخر بزيادة فيه وهي: ((أشهدكم يا عبادي أني قد غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم))، ورويناه من رواية إسماعيل بن رافع -وفيه مقال- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يهبط الله إلى السماء الدنيا عشية عرفة ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم فيه))، وخرجه البزار في مسنده بمعناه من حديث مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا نعلم له طريقًا أحسن من هذا الطريق، وخرجه الطبراني وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصرًا.

ورويناه من طريق الوليد بن مسلم، قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مريم عن الأشياخ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يدنو إلى السماء الدنيا عشية عرفة فيقبل على ملائكته، فيقول: ألا إن لكل وفد جائزة وهؤلاء وفدي شعثًا غبرًا أعطوهم ما سألوا وأخلفوا لهم ما أنفقوا، حتى إذا كان عند غروب الشمس أقبل عليهم، فقال: ألا إني قد وهبت مسيئكم لمحسنكم وأعطيت محسنكم ما سأل أفيضوا بسم الله))، وروى إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثنا أبي حدثنا فرقد، قال: "إن أبواب السماء تفتح كل ليلة ثلاث مرات وفي ليلة الجمعة سبع مرات وفي ليلة عرفة تسع مرات".

وروينا من طريق نفيع أبي داود عن ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا: ((إذا كان عشية يوم عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر له، قيل له: أللمعرَّف خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامة)).

وخرج مالك في الموطأ من مراسيل طلحة بن عبيد الله بن كريز أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما رؤي الشيطان يومًا هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رؤي يوم بدر))، قيل: وما رؤي يوم بدر قال: ((رأى جبريل عليه السلام وهو يزع الملائكة)).

وروى أبو عثمان الصابوني بإسناد له عن رجل كان أسيرًا ببلاد الروم فهرب من بعض الحصون، قال: "فكنت أسير بالليل وأكمن بالنهار، فبينا أنا ذات ليلة أمشي بين جبال وأشجار إذا أنا بحس فراعني ذلك، فنظرت فإذا راكب بعير فازددت رعبا؛ وذلك لأنه لا يكون ببلاد الروم بعير، فقلت: سبحان الله في بلاد الروم راكب بعير إن هذا لعجب، فلما انتهى إلي قلت: يا عبد الله، من أنت؟ قال: لا تسأل، قلت: إني أرى عجبًا فأخبرني، فقال: لا تسأل، فأبيت عليه، فقال: أنا إبليس وهذا وجهي من عرفات وافقتهم عشية اليوم أطلع عليهم فنزلت عليهم الرحمة والمغفرة ووهب بعضهم لبعض، فداخلني الهم والحزن والكآبة، وهذا وجهي إلى قسطنطينية أنفرج بما أسمع من الشرك بالله، وادعاء أن له ولدًا. فقلت: أعوذ بالله منك، فلما قلت هذه الكلمات لم أر أحدًا".

ويشهد لهذه الحكاية حديث عباس بن مرداس الذي خرجه أحمد وابن ماجه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عشية عرفة ثم بالمزدلفة فأجيب فضحك صلى الله عليه وسلم وقال: ((إن إبليس حين علم أن الله قد غفر لأمتي واستجاب دعائي أهوى يحثي التراب على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فضحكت من الخبيث من جزعه))، ويروى عن علي بن الموفق أنه وقف بعرفة في بعض حجاته فرأى كثرة الناس، فقال: "اللهم إن كنت لم تتقبل منهم أحدًا فقد وهبته حجتي، فرأى رب العزة في منامه وقال له: يا ابن الموفق أتتسخى علي؟ قد غفرت لأهل الموقف ولأمثالهم، وشفعت كل واحد منهم في أهل بيته وذريته وعشيرته، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة.

ويروى نحوه عن غيره أيضًا من الشيوخ، فمن طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فليحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة؛ فمنها: صيام ذلك اليوم ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده))، ومنها: حفظ جوارحه عن المحرمات في ذاك اليوم، ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم عرفة هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له))، ومنها: الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه.

وفي المسند عن عبد الله بن عمرو قال: ((كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير))، وخرجه الترمذي ولفظه: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) وخرجه الطبراني من حديث علي وابن عمر مرفوعًا أيضًا.

وخرج الإمام أحمد من حديث الزبير بن العوام، قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} آل عمران: 18، الآية.. ويقول: وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب))، ويروى من حديث عبادة بن الصامت، قال: ((شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فكان أكثر قوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} الآية، ثم قال: أي رب وأنا أشهد))، فتحقيق كلمة التوحيد يوجب العتق من النار، فإنها تعدل عتق الرقاب، وعتق الرقاب يوجب العتق من النار كما ثبت في الصحيح ((:أن من قالها مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب))، وثبت أيضًا: ((:أن من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل))، وفي سنن أبي داود وغيره عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((:من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاث مرات أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربع مرار أعتقه الله من النار))، ويروى من مراسيل الزهري: ((:من قال في يوم عشرة آلاف مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعتقه الله من النار)) كما أنه لو جاء بدية من قتله عشرة آلاف قبلت منه؛ ومنها: أن يعتق رقبة إن أمكنه، فإن من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه من النار.

كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلدة ومائة رقبة، فيعتق رقيقه فيضج الناس بالبكاء والدعاء ويقولون: ربنا هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فأعتقنا. وجرى للناس مرة مع الرشيد نحو هذا، وكان أبو قلابة يعتق جارية في عيد الفطر يرجو أن يعتق بذلك من النار؛ ومنها: كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال: "ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس، فإنه عامة دعائي اليوم، وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة فيه والعتق؛ فمنها:
الاختيال، روينا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يرى يوم أكثر عتيقًا ولا عتيقة من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال))، وخرجه البزار والطبراني وغيرهما، والمختال هو المتعاظم في نفسه المتكبر، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الحديد: 23، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى من جر ثوبه خيلاء)).

ومنها: الإصرار على الكبائر، روى جعفر السراج بإسناده عن يونس بن عبد الأعلى أنه حج سنة فرأى أمير الحاج في منامه: أن الله قد غفر لأهل الموسم سوى رجل فسق بغلام، فأمر بالنداء بذلك في الموسم.

وروى ابن أبي الدنيا وغيره أن رجلا رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل الموقف كلهم إلا رجلا من أهل بلخ، فسأل عنه حتى وقع عليه، فسأله عن حاله، فذكر أنه كان مدمنًا لشرب الخمر فجاء ليلة وهو سكران فعاتبته أمه وهي تسجر تنورًا فاحتملها فألقاها فيه حتى احترقت.

يا من يطمع في العتق من النار ثم يمنع نفسه الرحمة بالإصرار على كبائر الإثم والأوزار تالله ما نصحت نفسك ولا وقف في طريقك غيرك، توبق نفسك بالمعاصي، فإذا حرمت المغفرة قلت: أنى هذا؟! قل هو من عند أنفسكم.
فنفسَك لُمْ ولا تَلُم المطايا ** ومت كمدًا فليس لك اعتذار
إن كنت تطمع في العتق فاشتر نفسك من الله فـ{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: 111، من كرمت عليه نفسه هان عليه كل ما يبذل في افتكاكها من النار.

اشترى بعض السلف نفسه من الله ثلاث مرار أو أربعًا يتصدق كل مرة بوزن نفسه فضة، واشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه من الله بديته ست مرات تصدق بها، واشترى حبيب العجمي نفسه من الله بأربعين ألف درهم تصدق بها، وكان أبو هريرة يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة بقدر ديته يَفْتَكُّ بذلك نفسه
بدم الحرب يباع وصلهم ** فمن الذي يبتاع في الثمن

من عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل، ويحك قد رضينا منك في فكاك نفسك بالندم، وقنعنا منك في ثمنها بالتوبة والحزن، وفي هذا الموسم قد رخص السعر، مَنْ ملك سمعه وبصره ولسانه غُفِرَ له. مُدَّ إليه يد الاعتذار، وَقُمْ على بابه بالذل والانكسار، وارفع قصة ندمك مرقومة على صحيفة خدك بمداد الدموع الغزار، وقل: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. الأعراف: 23.

قال يحيى بن معاذ: العبد يوحش فيما بينه وبين سيده بالمخالفات، ولا يفارق بابه بحال؛ لعلمه بأن عز العبيد في ظل مواليهم، وأنشأ يقول:
قرة عيني لا بد لي منك وإن***أوحش بيني وبينك الزلل
قـرة عيني أنـا الغريق فخذ*** كـف غـريق عليك يتكل

كانت أحوال الصادقين في الموقف بعرفة تتنوع؛ فمنهم: من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء، وقف مطرف بن عبد الله بن الشخير وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: "اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي"، وقال الآخر: "ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم".

وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال: "واسوأتاه منك وإن عفوت"، وقال الفضيل أيضًا لشعيب بن حرب بالموسم: "إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرًّا مني ومنك فبئس ما ظننت".

دعا بعض العارفين بعرفة فقال: "اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني".

وقف بعض الخائفين بعرفة إلى أن قرب غروب الشمس فنادى: "الأمان الأمان قد دنا الانصراف، فليت شعري ما صنعت في حاجة المساكين
وإني من خوفكم والرجا*** أرى الموت والعيش منكم عيانًا
فمنوا على تائب خائف***أتاكم ينادي الأمان الأمانا

إذا طلب الأسير الأمان من الملك الكريم أمنه.
الأمان الأمان وزري ثقيل*** وذنوبي إذا عددن تطول
أوبقتْنِي وأوثقتْنِي ذنوبي***فترى لي إلى الخلاص سبيل؟

وقف بعض العارفين الخائفين بعرفة فمنعه الحياء من الدعاء، فقيل له: لم لا تدعو؟ فقال: "ثَمَّ وحشة"، فقيل له: هذا يوم العفو عن الذنوب فبسط يديه ووقع ميتًا
حدا بها الحادي إلى نعمان***فاستذكرت عهدًا لها بالبانِ
فسالت الروح من الأجفان***تشوقًا إلى الزمان الفاني

غيره:
قد لج من الغرام حتى قالوا***قد جن بهم وهكذا البلبال
الموت إذا رضيته سلسال***في مثل هواك ترخص الآجال

وقف بعض الخائفين بعرفات وقال: "إلهي، الناس يتقربون إليك بالبدن، وأنا أتقرب إليك بنفسي"، ثم خر ميتًا.
للناس حج ولي حج إلى سكني*** تُهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي

ما يرضى المحبون لمحبوبهم بإراقة دماء الهدايا وإنما يهدون له الأرواح
أرى موسم الأعياد أنس الأجانب***وما العيد عندي غير قرب الحبائب
إذا قربوا بُدْنًا فقرباني الهوى***فإن قَبِلُوا قلبي وإلا فقالبي
وما بدم الأنعام أقضي حقوقهم***ولكن بما بين الحشا والترائب

كان أبو عبيدة الخواص قد غلب عليه الشوق والقلق حتى يضرب على صدره في الطريق ويقول: "واشوقاه إلى من يراني ولا أراه"، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: "يا ربِّ، قد كبرت فأعتقني"، ورؤي بعرفة وقد ولع به الوله وهو يقول:
سبحان من لو سجدنا بالعيون له***على حمى الشوك والمحمى من الإبر
لم نبلغ العشر من معاشر نعمته***ولا العشير ولا عشرا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصار تدركه***سبحانه من مليك نافذ القدر
سبحان من هو أُنْسِي إذا خلوت به***في جوف ليلي وفي الظلماء والسحر
أنت الحبيب وأنت الحب يا أملي**** من لي سواك ومن أرجوه يا ذخري

ومن العارفين من كان في الموقف يتعلق بأذيال الرجاء، قال ابن المبارك: "جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان فالتفت إليَّ، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم".

وَرُوِيَ عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة فقال: "أرأيتم لو أن هؤلاء ساروا إلى رجل فسألوه دانقًا -يعني سدس درهم- أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق".
وإني لأدعو الله أسأل عفوه*** وأعلم أن الله يعفو ويغفر
لئن أعظم الناس الذنوب فإنها***وإن عظمت في رحمة الله تصغر

وعما قليل يقف إخوانكم بعرفة في ذلك الموقف فهنيئًا لمن رُزِقَه، يجأرون إلى الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراجٍ أحسن الظن بوعد الله وَصَدَّقَهُ، وتائب نصح لله في التوبة وَصَدَقَهُ، وهاربٍ لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أسير للأوزار فكه وأطلقه، وحينئذ يطَّلع عليهم أرحم الرحماء ويباهي بجمعهم أهل السماء ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان وأعطاهم نهاية سؤلهم الرحمن، وهو الذي أعطى ومنع ووصل وقطع.
ما أصنع هكذا جرى المقدور** الجبر لغيري وأنا المكسور
أسير ذنب مقيد مأسور**هل يمكن أن يبدل المسطور

من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه، من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه، من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف، من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى، من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.

نفحت في هذه الأيام نفحة من نفحات الأنس من رياض القدس على كل قلب أجاب إلى ما دُعِيَ. يا همم العارفين بغير الله لا تقنعي، يا عزائم الناسكين لجميع أنساك السالكين اجمعي، لحب مولاك افردي، وبين خوفه ورجائه اقرني وبذكره تمتعي، يا أسرار المحبين بكعبة الحب طوفي واركعي، وبين صفاء الصفا ومروة المروى اسعي وأسرعي، وفي عرفات العرفان قفي وتضرعي، ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي، ثم إلى منى نيل المنى فارجعي، فإذا قُرِّبَ القرابين فقربي الأرواح ولا تمنعي، لقد وضح اليوم الطريق ولكن قلَّ السالك على التحقيق وكثر المدعي.



لئن لم أحج البيت إذ شط ربعه***حججت إلى من لا يغيب عن الذكر
فأحرمت من وقتي بخلع نقائصي***أطوف وأسعى في اللطائف والبر
صفاي صفائي عن صفاتي ومروتي*** مروءة قلب عن سوى حبه قفر
وفي عرفات الأنس بالله موقفي***ومزدلفي الزلفى لديه إلى الحشر
وَبَتَّ المنى مني مبيتيَ في منى***وَرَمْيُ جماري جمر شوقيَ في صدري
وإشعار هديي ذبح نفسي بقهرها***وحلقي بمحق الكائنات عن السر
ومن رام نفرًا بعد نسك فإنني***مقيم على نسكي حياتي بلا نفر


-----------------------------------------
من كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف للحافظ ابن رجب الحنبلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائل يوم عرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة يوم عرفة للشيخ الشعراوي سنة 1976
» فضائل شهر شعبان
» من فضائل شهر شعبان
» من فضائل يوم عاشوراء
» كتاب الحج-فضائل الحج والعمرة-1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الميــــهــــــــى :: أســلاميــات :: ثقافة اسلامية-
انتقل الى: