إننا قبل أن ننتهي من هذا النقاش.. يجب أن نتحدث عن حقيقة علمية.. و هي ليست حقيقة علمية..يأتي بعض الناس ليقولوا أن العلم قد استطع أن يصل إلى نوع الجنين..هل هو ذكر أم أنثى.. و يزيدون على ذلك أن العلم استطاع أن يخلق ما يطلقون عليه طفلا صناعيا.. و أن هذا يتناقض مع أحد المغيبات الخمسة.. و هي:
"و يعلم ما في الأرحام"..
و نحن نقول لمن يدعي هذا الكلام..من الذي قل لك أن كلمة "ما" معناها ذكر أو أنثى..إن كلمة "ما" معناها شقي أم سعيد.. طويل أم قصير..أبيض أم أسود..عمره..رزقه..أجله..اسمه..كل شئ عن المخلوق الذي سيأتي إلى الدنيا..بل إن الله سبحانه و تعالى أخبر "زكريا" بابنه قبل أن يولد..وأخبره باسم هذا الابن..و هو اسم لم يكن البشر يتسمون به..وقال له عن مستقبله عندما يكبر.. إنه سيكون سيدا.. و حصورا ونبيا من الصالحين.. كل ذلك قبل أن يوجد هذا الطفل في رحم "زوجة زكريا".. بل قبل أن يتم الخلق تماما.. فهذا البلاغ كان في المحراب.. وزكريا يصلي يطلب ولدا..
يقول الله سبحانه و تعالى في سورة آل عمران:
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء(38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ(39) قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء(40))
إذن البشارة جاءت هنا و كل شئ هن المولود الجديد قبل أن يتم خلقه في الرحم.. بل و أكثر من ذلك كان زكريا نفسه غير مصدق أن ذلك ممكن أن يحدث لأنه كبير في السن و أمرأته عاقر.. في هذه اللحظة التي يستبعد فيها زكريا أن يرزق بطفل.. أخبره الله أنه سيرزق بولد.. و يكون اسمه "يحى" و سيكون نبيا و حصورا ومن الصالحين.. و هذا بعض تفسير كلمة "ما" فكيف يفسر أحدهم كلمة "ما" أنها ذكر أو أنثى.. مع أن كلمة "ما" تتناول كل شئ عن المولود قبل أن يولد.. وفي أي أرض يموت.. وفي مستقبله.. ومن سيتزوج.. ورزقه.. و هل هو سعيد أم شقي..
طويل أم قصير.. و كل ما سيحدث له.. إن كلمة "ما" تتناول كل حرف في حياة الإنسان, ما سيشهده.. و كيف سيعيش.. و إلى أي البلاد سيهاجر.. إذن فعلم الله سبحانه و تعالى في كلمة "ما" علم غير محدود.. فكيق تأتي أنت و تحدده بذكر أم أنثى.. مع أن الله سبحانه و تعالى لم يحدده.. بل قال "ما" غي الأرحام؟
على أن حقيقة الذكر و الأنثى ليست حقيقة علمية..ذلك أن الزوجة إما أن تلد ذكرا أو أنثى.. و في بعض الأحيان تقول أنا سأرزق بولد.. و ترزق بولد.. و ف بعض الأحيان تقول أنا سأرزق ببنت.. وترزق ببنت.. و ليس معنى ذلك أنك تعلم الغيب..
و لكن هناك 50% من الحقيقة في كل إفتراض.. هناك 50% ولد.. و50% بنت.. و أنت إن جاء تخمينك صحيحا فلآنك معك 50% من.. و لو كانت أجناس البشر متعددة غير ذكر و أنثى.. لو كانوا 20 جنسا مثلا لكان الإستناد إل العلم هنا فيه شئ من الدقة لأن التمييز بين عشريين جنسا و التنبؤء بما هو قادم منا يحتاج فعلا إلى طريقة علمية دقيقة.. و لكن التمييز بين ذكر أم أنثى يمارسه بعض الناس الذين لم يقرأوا في حياتهم كتابا.. يقولون لأمرأة حامل يظهر عليك انك سترزقين بولد.. ويأتي المولود ولدا فعلا.. فهل معنى ذلك أنهم يعلمون ما في الأرحام.. إنها مسألة يصدق فيها التخمين كثيرا.. و لكن بعض الناس يأتون و يهللون و يولون أن أحد المغيبات الخمسة قد انتفى و هذا غير صحيح على الاطلاق..
إن "ما في الأرحام" يشمل أكثر كثيرا من علم البشر من الآن وحتى يوم الدين.
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول صحف ومجلات خليجية البوابة 2 
السبت ديسمبر 31, 2011 8:30 am