ثم تحدى الله سبحانه و تعالى بعد ذلك.. تحدانا بأن نهرب من الموت.. قال:
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)
أي أن الله سبحانه و تعالى يتحدى فمهما وصلتم إلى العلم.. فلن تستطيعوا أن تنجوا من الموت.. إنكم تقولون في العلم الأرضي أن الموت يحدث بسبب جراثيم كذا.. و أمراض كذا إلى آخره.. حسنا.. شيدوا برجا و ضعوا فيه إنسانا.. و أبعدوه عن كل المخاطر التي في رأيكم و في نظركم.. و في علمكم تسبب الموت.. فلا هو يحارب أو يمشي في أي مكان ليصاب في حادث.. فلا يستنشق هواء ملوثا بل يستنشق هواء نقيا.. و يأكل من طعام مطهر على أحدث الوسائل الصحية.. و يشرب من ماء ليس فيه جرثومة واحدة.. و الجو الذي يعيش فيه منقى إلى آخر درجات العلم.. هنا نكون أبعدنا الإنسان عن كل مسببات الموت التي نعرفها.. و مع ذلك فهل يمكن أن يكتب لإنسان مثل هذا الخلود رغم أننا منهنا عنه كل الأسباب الظاهرية للموت.. الجواب طبعا مستحيل.. لأن الله هو الذي يحي و يميت.. و الأسباب لا تفعل بنفسها و لكنها تفعل بإرادة الله..