إذا قلت أن فلانا قد ضرب فلانا لكل قوته.. هل تعني شيئا.. الجواب أبدا.. لا يكون للشئ مهنى إلا إذا نسب لفاعله.. و وضعت فيه قدرات هذا الفاعل.. بمعنى أنني إذا قلت أن طفلا صغيرا عمره أشهر ضربني بكل قونه.. و قلت أن بطل العالم في الملاكمة ضربني بكل قوته.. فهناك فرق كبير بين المعنيين.. الأول ضربه لا يؤثر في.. و لا أحس به.. و الثاني ضربه قد بقتلني.. مع أن الأثنين قد استخدما كل قوتهما التي وهبها الله لهما في عملية الضرب.. و لكن الفعل هنا يتناسب مع الفاعل.. فالطفل الصغير لا أكاد أحس بضربه.. و بطل العالم يستطيع أن بحطم ضلوعي بسهولة..
إذا أخذنا هذا المثل.. و وضعنا الله-سبحانه و تعالى-تحت عبارة سبحان الله.. و ليس كمثله شئ.. استطعنا أن نقرب كثيرا من المعاني التي قد يستغلها البعض لإضلال البشر.. لله سبحانه و تعالى قوة.. و لي قوة.. و لكن هل قوتي.. مثل قوة الله سبحانه و تعالى.. لله سبحانه و تعالى علم و لي علم.. و لكن هل علمي مثل علم الله سبحانه و تعالى.. وجود الله سبحانه و تعالى ليس كوجودك.. و علمه ليس كعلمك.. و قدرته ليس كقدرتك.. و من هنا يخرج وجه المقارنه.. حيث أنه لا مقارنة.. فالله بقدرته و قوته يأتي تحت تحت وصف (سبحان الله.. و لبس كمثله شئ).. و من هنا فإنني لا يجب أن أنسب إلى نفسي بالمدلول البشري ما يقول الله سبحانه و تعالى عن ذاته.. فعندما أتصور قوة الله لا أقارنها بقوتي.. و لكني أقول(سبحان الله.. و لبس كمثله شئ).. و عندما أتصور إنتقام الله لا أقرنه بإنتقامي .. و إنما أضعه تحت عبارة (سبحان الله.. و ليس كمثله شئ)..