الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله وعلى آله و صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فشهر رمضان هو َأحَدُ الشهور الاثْنَيْ عَشر للَّسنَة الهِجْريَّة، قال تعالى: {
ِإنَّ عِدَّةَ الُّشهُورِعِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عََشر شهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ الَّسمَاوَاتِ وَاَلأرْضَ} [التوبة: 36 ]، وهو شهرٌ مَيَّزَه اللَّهُ عن باقي شهور السنة بإنزال القرآن فيه، وفرضية صيامه على المسلمين، واختصه بفضائل لا توجد في غيره من الشهور؛ ليكون محلا للسبْق ونَيْل أعلى الدرجات، وتَدارُك الفائِت مِنَ الأعمال والأوقات، قال تعالى:
{
شهْرُ رَمََضانَ الَّذِي ُأنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شهِدَ مِنْكُمُ الَّشهْرَ فَلْيَصمْهُ} [البقرة: 185 ].
ولقد أطلق العرب لفظ (الشهر) على الهِلال، وقيل: على القمر، و ُسمِّي الشهر بذلك لُشهْرَته وظهوره ووضوحه، ثم ُسمِّي به العَدَد المعروف من الأيام؛ لأنه يُْشهَر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، والجمع: ُشهُور و َأْشهُر( 1).
ولفظ (رمضان) مُْشتقٌّ من الرَّمَض، وهو: شدَّة وقع الَّشمس على الرَّمْلِ وغيره، وقال الليث: (هو حُرْقة القَيْظ)، والاسم: الرَّمْضاء، و إنما اشتقت كلمة (رمضان) من هذا المعنى؛ لأنهم لما نقلوا أ سماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوْها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمَضانُ أيامَ رَمَض الحرِّ. وقيل: رمضان مشتق من (رَمَض الصائمُ) أي:اْشتَدَّ حَرُّ جَوْفِه، أو لَِأنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنوبَ. وجمع رَمَضانَ: رَمَضانات( 2).
==================================================
1-ينظر: مقاييس اللغة، والمحكم والمحيط الأعظم (شهر).
2-ينظر: جمهرة اللغة (ر ض م)، وتهذيب اللغة، الأزهري (ر م ض)، والقاموس المحيط، الفيروزآبادي (ر م ض).