نأتي بعد ذلك لآية آخري.. الرسول عليه الصلاة و السلام يأتي قيقرأ..
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
هذا قرآن.. و في من.. عم الرسول.. و في من في عدو الإسلام.. ألم يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الإسلام بهذه الآية؟ ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن؟ضد هذا الدين.. قالت له الآية يا أبا لهب أنت ستموت كافرا.. ستموت مشركا.. و ستعذب في النار.. و كان يكفي أن يذهب أبو لهب إلى أي جماعة من المسلمين.. أشهد أن لا آله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله.. يقولها نفاقا.. و يقولها رياء.. يقولها ليهدم بها الإسلام.. لا ليدخل في الإسلام.. يقولها ثم يقف وسط القوم يقول:إن محمدا أنبئكم أني سأموت كافرا..
و قال إن هذا كلام مبلغ به من الله.. و أنا أعلن أسلامي لأثبت لكم إن محمدا كاذب.. لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا.. و لكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبي لهب على الوصول إليه.. بل بقى كافرا مشركا.. مات و هو كافر.. و لم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافرا.. أمرا ممكنا.. لأن كثيرا من المشركين اهتدوا إلى الإسلام كخالد بن الوليد و عمرو بن العاص و عمر بن الحطاب.. و غيرهم.. كانوا مشركين و أسلموا.. فكيف يمكن التنبؤ بأن أبا لهب لهب بالذات لن يسلم و لو نفاقا.. و سيموت و هو كافر.. المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو,, و تحداه في أمر أختياري..
كان من الممكن أن يقوله.. و مع ذلك هناك يقين بأن هذا لن يحدث.. لماذا.. لأن الذي قال هذا القرآن.. يعلم أنه لن يأتي إلى عقل أبي لهب تفكير يكذب به القرآن.. هل هناك إعجاز أكثر من هذا؟..