أما بالنسبة لما هو فوق قدرة الأذن قذلك شئ نعرفه كل يوم.. إذا جلست أنت في حجرة مغلقة ليس فيها أي صوت و سألت أنا.. هل يوجد صوت في هذه الحجرة.. تقول لي أنا لا أسمع شيئا.. و كوني لا أسمع شيئا.. فإنه لا يوجد صوت في هذه الحجرة.. فإذا" فتحت الراديو" سمعت مئات الأصوات من جميع أنحاء الدنيا.. من أين جاءت هذه الأصوات.. هذه الأصوات تسبح في جو الحجرة.. و لكنك لا تستطيع أن تسمعها بالأذن المجردة لأنها فوق قدرة الأذن.. فإذا أتيت بآلة استطاعت أن تجعل هذه الأصوات في قدرة الأذن.. كان في امكانك أن تسمعها و تميزها.. إذن فهذه الأصوات موجودة.. و لكنك لا تستطيع أن تسمعها إلا إذا أتيت بآلة تجعل أذنك قادرة على أن تستمع أليها.. و ربما في المستقبل تكون هناك اختراعات أخرى بما هو في علم الله.. و لم يصل إليها العلم البشري.. تستطيع أن تجعلك تسمع أصواتا لا تسمعها الآن.. و لا ندري عنها شيئا.. بل انني أريد أن أزيد على هذه التجربة لمحة صغيرة.. إذا أتيت بالراديو الترانزستور.. و وضعت سماعة الأذن الصغيرة في أذنك.. و جلسنا نحن الأثنين معا بجوار بعضنا البعض.. و سألتني هل سمعت شيئا.. سأقول لا.. بينما أنت جالس إلى جواري.. و السماعة في أذنك تسمع الدنيا كلها.. كما تشاء.. و أنا بجانبك لا أسمع شيئا.. ما معنى هذا.. معناه أن الجهاز الذي تستخدمه قد جعل الأصوات التي تسبح في لحجرة.. التقطها و جعلها في مقدرة أذنك.. بينما أنا جالس إلى جوارك.. و في نفس المكان.. و لكن هذه الأصوات فوق قدرة سمعي.. هل معنى ذلك أن الأصوات التي تسمعها أنت بسماعة الراديو غير موجودة.. لأني لا أسمعها.. مستحيل.. و لكن معناها أن هذه الأصوات التي تسمعها وحدك.. و التي هي فوق قدرة أذني موجودة.. و لكني غير قادر على سماعها لأنها فوق قدرة أذني..