و صلنا إلى أن ما هو فوق قدرة العقل موجود.. و ما هو فو قدرة السمع موجود.
ثم نأتي إلى ما هو فوق قدرة البصر..
أنت تقول أنا لا أرى العوالم التي يتحدث عنها الله.. و من هنا فهي غير موجودة.. و أنا آتي لك بنقطة ماء من الترعة.. و أقول لك هل ترى في هذه الماء شيئا.. ستقول لا.. و عندما أضع الماء تحت الميكرسكوب تظهر فيه مئات الجرلثيم الدقيقة الحية التي تتحرك بشكل عجيب.. أقول لك انظر في الميكرسكوب.. سترى هذه الجراثيم.. بينما أن الإنسان المريض حينما تأخذ نقطة من دمه.. فإنك لا ترى فيها شيئا.. فإذا وضعتها تحت الميكرسكوب.. أو وضعت عليها سائلا معينا تكتشف جراثيم و أشياء عجيبة.. أين كانت هذه الأشياء.. كانت فوق قدرة البصر.. و جاء اختراع الميكرسكوب ليدخلها من فوق قدرة لبصر إلى القدرة البشرية.. و لكنها كانت موجودة رغم أنك لا تراها..
و إذا جلست في حجرة فيها تلفزيون.. هذه الحجرة ليست فيها صوررة.. فإذا فتحت التلفزيون أصبحت الحجرة فيها صورة.. بل رأيت و أنت جالس أمامك إنسانا يمشئ فوق القمر.. هل في قدرة البصر أن يرى إنسانا يمشي فوق القمر.. الجواب نعم.. إذا الستخدم امكانيات الله في الكون.. و لقد استخدم العلم امكانيات الله في الكون في نقل الصورة من مكان إلى آخر.. فالعلم لم يخترع طبقات الجو التي تنقل الصورة.. و لا يستطيع أن يخترعها.. بل اكتشفها و الله هو القادر الذي كان في علمه كل هذها.. و أخرجه إلى علم غير القادر.. و هو الإنسان.. لماذا؟ليعلم الإنسان علم اليقين.. إن ما هو فوق قدرة بصره موجود.. حتى إذا حدثه الله سبحانه و تعالى عن قضية غيبية هي فوق قدرة العقل.. أو السمع.. أو البصر.. عرف يقينا إنها موجودة.. و إن ما يقوله الله سبحانه و تعالى حق..
إذن ما هو فوق قدرة اٌلإنسان موجود فعلا.. و موجود بفرق شاسع جدا.. هو الفرق بين قدرة المخلوق و الخالق.. و الله سبحانه و تعالى أراد ألا تكون هذه القضية الإيمانية.. و هي قضية الغيب ألا تكون مادة للمضلين لضلوا بها الناس.. و يبعدوهم عن طريق الله.. فجعل العقل البشرينفسه ينتقل بقدرة الله و من جيل إلى جيل مما هو مستحيل عقليا إلى ما هو ممكن.. ليثبت أن ما فوق قدرة العقل موجود.. و جعل الأذن تستطيع بقدرة الله أن تنتقل مما هو فوق قدراتها العادية.. و جعل العين تستطيع أن ترى ما لم تكن تحلم بأنها ستراه.. و كان الله سبحانه و تعالى يستطيع أن يعطي كل هذه العلم للعقل لبشري في اللحظة الأولى التي خلقه فيها.. و لكنه لم يرد ذلك حتى يكون العطاء للإنسان عطاء فيه اثبات لقدرة الله.. و فيه اثبات لوجود الغيب.. و فيه اثبات لما هو فوق القدرات البشرية..