اولا :لازم نعرف ( ماهو الجنس ) ؟

ليس الجنس مجرد إشباع للغريزة الفيزيولوجية عند الإنسان، وكون الإنسان ذكراً يعني أكثر من مجرد قيامه بدور ذكوري في العملية الجنسية، مع أن العملية الجنسية جزء لا يتجزأ من هذا الدور، وكذلك كون الإنسان أنثى، يعني أكثر بكثير من قيامها بدور أنثوي وإنجاب الأطفال، وكون الإنسان قادراً جنسياً يعني إشراكه في كافة نواحي الحياة الاجتماعية التي تعكس وجوده الجنسي.

وغريزة الجنس في الدين الإسلامي ليست مجرد وسيلة للتناسل، بل هي وظيفة مشروعة للحياة الزوجية الطبيعية، كما يقر الشرع بحق المرأة المتزوجة في الحياة الجنسية، بل أن الشريعة الإسلامية تعطي المرأة الحق في الطلاق إذا ما حرمت من الحياة الجنسية الطبيعية. ويتضمن القرآن الكريم آيات متعددة تشير إلى أهمية التربية الجنسية، كما أن السيرة النبوية الشريفة مليئة بالمواقف التي تشير إلى أهمية التربية الجنسية كجزء أساسي من الحياة الإنسانية، وإكمالاً للدين.

وكثير من التشويش الحالي يرجع من ناحية إلى عادات وتقاليد خاطئة موروثة و من ناحية أخرى إلى  سوء فهم التعاليم الدينية العديدة  من العامة والتي تحتاج إلى بحوث مكثفة بغية التوصل لفهم دقيق لها. وإلى نقص المعرفة العلمية عند الجمهور الواسع بالسلوك الجنسي والاستجابات الطبيعية المرافقة للعملية الجنسية في الحياة الزوجية.  

ويفترض تحقيق الصحة النفسية والتكيف وإدارة حياة سوية إشباع حاجات الإنسان الفيزيولوجية والنفسية، إشباعاً سوياً في إطار ما حللته الشريعة  والظروف الاجتماعية والبيئية السائدة. ويرتبط هذا الإشباع مع شعور الإنسان بالراحة والعافية والسعادة. وتعد الحياة الزوجية الجنسية الخالية من الأضرار والمشكلات عنصراً مهماً لصحة  الزوجين النفسية والجسدية، ويمكن لهذه المشكلات أن تحول حياة الزوجين إلى جحيم لا يطاق، والحياة الاجتماعية إلى حياة مشحونة بالتوتر والصراعات والعدوانية.

مع تزايد الوعي الديني والاجتماعي ونمو البحث عن منابع السعادة والمتعة الحسية والمعنوية وتحسن مستويات التعليم والوعي عند الجنسين يتزايد الاهتمام بموضوع الجنسية عموماً وبالمشكلات والاضطرابات الجنسية في الحياة الزوجية بشكل خاص. ومع ذلك فهناك الكثير من الحيرة والبلبلة والغموض في هذا الأمر نتيجة التشويهات التربوية من ناحية ونتيجة مخاوف الأزواج مما هو مسموح أو غير مسموح، ومما هو حلال أو حرام أو حتى مقبول أو غير مقبول. إلا أنه غالباً ما تتم المبالغة بهذا الموضوع لأسباب نابعة من الجهل في بعض الأحيان  ولما يحققه هذا الموضوع من مكاسب تجارية مادية –لنتأمل عشرات المئات من الإعلانات الصريحة والمبطنة ومن يطلقون على أنفسهم العارفين بأسرار الحياة الزوجية، وتجار الوهم والمقويات السحرية والمشعوذون والدجالون وكثير غيرهم ممن يتخذ من موضوع الجنس في الحياة الزوجية مصدراً للكسب.

وقد فتحت وسائل التواصل الحديثة كالانترنت المجال واسعاً لسوء الفهم، وإطلاق الأحكام المصبوغة في الأغلب بالميول الشخصية والأفكار السلبية حسب الموقف النفسي والتفضيلات الشخصية للأفراد من دون الاستناد إلى معرفة شرعية وعلمية محققة ومبرهنة.

وحسب بعض وسائل الإعلام –وإذا أردنا تصديقها بالطبع- فإن موضوع الجنس عموماً والانحرافات الجنسية هو الموضوع الأكثر اهتماماً على مستوى العالم بلا استثناء، ومع ذلك فإن الأمر لا يطابق الحقيقة القائمة فالآراء الشائعة لاتقوم دائماً على أساس صحيح –علمياً ودينياً-. وهو أمر قد يربك الإنسان العادي ناهيك عن الباحث المتخصص في التعامل مع المصطلحات والمفاهيم بصورة علمية بغرض الوصول إلى تصنيف علمي ملموس.    

يارب اكون افدكم  ومكنش طولت عليك

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته