--------------------------------------------------------------------------------
كثيراً ما لا ينتبه الآباء لما يشاهده الأبناء على التلفاز لأسباب عديدة ليس هذا محل ذكرها، لكن ما لفت نظري أن هناك بعض الأسر تنبهر بالطرح الديني على الفضائيات خاصة الطرح المتعلق بالأطفال دون تمحيص المحتوى أو معرفة توجهات ومرجعيات القنوات الفضائية.
وآخر هذا الانبهار هو ما كان تجاه البث التجريبي لقناة الأطفال الشيعية " هادي تي في"، وتصنيفها في مفضلة بعض الأسر على أنها قناة إسلامية، لما تقدمه من أناشيد وقصص دينية خلال بثها التجريبي.
فما هي هوية تلك القناة الجديدة؟ وما هي أبرز سمات محتواها التجريبي؟، وما هي مخاطرها على عقيدة أبنائنا الصغار؟ وما هو المطلوب من الأسر أولاً ثم من إدارات الأقمار الصناعية السنية التي تبث القناة الشيعية من عليها؟.
تساؤلات ستحاول السطور القادمة تقديم إجابة عليها.
هوية قناة "هادي تي في"
قناة هادي tv للأطفال هي قناة شيعية ناطقة باللغة العربية بدأ بثها التجريبي على القمر الصناعي المصري "النايل سات" في أبريل 2009 وهي مازالت في مرحلة البث التجريبي حتى الآن، حيث تقوم ببث بعض أناشيد الأطفال، وبعض الكارتون، وهذه القناة لها ترددان على القمرين الصناعيين السنيين "النايل سات" و"العرب سات".
ووفقاً للنايل سات فإن قناة الأطفال هذه يتم بثها من لبنان.
وهذه القناة تروج لها المنابر الإعلامية الشيعية بكثرة باعتبارها قناة شيعية جديدة موجهة للأطفال باللغة العربية سيتم اكتمال حلتها قريباً.
وبحسب وسائل الإعلام الشيعية فإن القناة تتبع مجموعة قنوات هادي الموجودة بباكستان، وقد نقلت إحدى الوسائل الإعلامية الشيعية الإيرانية عن مدير مجموعة قنوات الهادي "أنور علي نجفي" وهو عالم دين شيعي باكستاني قوله "إن هذه القناة قد انطلقت في محرم الحرام لعام 1428 هجري بدعم من مؤسسة الإمام الهادي وذلك لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام".
وهذا المدير كان قد أعلن من قبل أن هذه القناة قد انطلقت بوصفها أول قناة فضائية شيعية باللغة الأوردية؛ وقال "إن قناة هادي tv تبث برامجها باللغات الأوردية والانجليزية ولغة التايي والمالاوية، إلا أن المتلقين الرئيسيين لها هم في الدرجة الأولى الناطقين باللغة الأوردية من الهند وباكستان وبنغلادش. كما أن برامج هذه القناة يتم إنتاجها في استوديوهات في قم ومشهد وإسلام آباد وبانكوك ولندن ولكنهو وجاكرتا، وأن مدينة قم الإيرانية تعتبر مركز إنتاج هذه البرامج تليها العاصمة الباكستانية إسلام آباد".
وكانت إدارة قناة هادي قد زارت دار السيدة رقية لتحفيظ القرآن والمخصصة للجالية السعودية فی قم بإيران حيث جاء في بيان الدار: " في ليلة الثاني عشر من محرم الحرام قامت قناة هادي t.v الفضائية بزيارة ودية للدار اطلع أعضاء القناة على أنشطة الدار وفعالياتها وكانت هناك بعض الاتفاقيات بين الطرفين ومنها استضافة حفاظ الدار للمشاركة في القناة، علماً أنّ القناة تهتم بالقضايا الاجتماعية والأنشطة الثقافية التي من خلالها يكون التعريف بالإسلام وبأفكار أهل البيت".
وتأسيساً على ذلك فإن هذه القناة تسعى من خلال أهداف شبكتها الأم إلى توجيه خطابها التبشيري الشيعي نحو أطفال أهل السنة والجماعة باللغة العربية وعبر أقمار أهل السنة أنفسهم.
الدلالات الشيعية بالقناة:
من الصعوبة بمكان في مرحلة البث التجريب لهذه القناة استخراج محتوى شيعي متكامل، وذلك نظراً لقلة المادة المنبثة في الوقت الراهن.
لكن بالعموم فإن هناك بعض الشواهد التي تم رصدها من هذا المحتوى الضئيل والتي تشير إلى التوجه المستقبلي لباقي مواد تلك القناة الشيعية.
ومن تلك الشواهد:
1) يلاحظ على القناة أنها تأتي كل صباح بدعاء باسم اليوم كدعاء الاثنين والسبت وهكذا وهذه عادة شيعية معمول بها في باقي القنوات الشيعية يتم فيها تخصيص دعاء معين لكل يوم من أيام الأسبوع.
2) شريط الرسائل بالقناة به تمجيد شديد ومستمر بحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي.
3) تقدم القناة كرتون للأطفال عن قصص الأنبياء تجسد فيه الأنبياء بشخصيات كرتونية والكرتون الذي يعرض الآن بالقناة يجسد لشخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وعلى أية حال فالقناة لم تخرج في حلتها الكاملة بعد ويمكن متابعة وتحليل ما تبثه بعد انتهائها من مرحلة البث التجريبي.
مخاطر القناة على عقيدة أطفال أهل السنة
الخطر الرئيسي والأعظم في ظل غياب دور الأسرة هو خلخلة الأساس العقدي لأطفال أهل السنة بما يخدم الضلالات الشيعية، ولا يلوم أولي الأمر السنة من الآباء والقادة إلا أنفسهم لأن الأطفال لا حول لهم ولا قوة.
المطلوب من الأسر ومن أولي الأمر
1- المطلوب من الأسر هو الإلغاء الفوري لتلك القناة من على جهاز الاستقبال، والانتباه الجيد لما يشاهده الأبناء.
2- أما المطلوب من أولي الأمر فهو فسخ التعاقد الفوري لهذه القناة الشيعية الممولة إيرانياً من على أقمارنا الصناعية السنية الممولة بالأموال السنية.
ونشدد في الختام على الانتباه الجيد لمحاولات الاختراق الشيعي الإيراني لجدار أهل السنة عبر الأقمار الصناعية السنية، لأن الخطر عقدي وسياسي وأمني.