ما هو دافع التحنيط لدي المصري القديم ؟
كان يدفعهم الي التحنيط سواء الانسان او الحيوان عقيدتهم الدينية حيث كانو يؤمنون بعودة الروح الي الجسد.ولقد اطلق الأغريق علي الجسد بعد تحنيطه اسم "مومياء"وهي مشتقة من كلمة موم وتعني شمع باللغة الفارسية.- واقدم مثال للتحنيط هو مومياء الملكة "حتبحرس" زوجة الملك "سنفرو" وأم الملك "خوفو" والتي عثر علي احشائها في صندوق من المرمر ويجب الاشارة الي ان عملية وفن التحنيط لم يصل الي درجة الكمال والاتقان في عهد الدولة القديمة.- كانت عملية التحنيط تجري في مكان خاص يطلق عليه "خيمة الرب" او "كشكالإله" وهو مكان التطهير.- كما تعتمد فكرة التحنيط علي تجفيف الجسم ثم سد مسامه بمواد عازلة حتي لا تتسرب إليه الرطوبة التي تسبب تعفنه وكانت عمليةالتحنيطتستغرق 70 يوما سوف اتحدث عنها بعد قليل.مكونات الانسان عند المصري القديم ؟قسم المصري القديم الانسان الي 7 مكونات رئيسية :1- جسم مادي أطلق عليه (خت)2- قلب مدرك اطلق عليه (إب)3- طاقة او نفس فاعلة اطلق عليها (كا)4- اسم معنوي اطلق عليه (رن)5- ظل ملازم له اطلق عليه (شوت)6- نورانية شفافة اطلق عليها (آخ)7- روح خالدة تطلق عليها (با)علموا ان ( خت – إب – كا - رن – شوت) مرتبطين بالجسد ولكي تظل باقية كانوا يجب ان يحنطوه حتي يأتي يوم الحساب.وكانت (آخ) مهمة الاحياء حيث يقدمون القرابين ويدعوا للمتوفي .و"با" وهي الروح فإنها لا تسكن الجسد طيلة الوقت لأنها تسري حين الموت الأول أثناء النوم وسأحاول جاهدا ان اشرح لكم هذا في مقال آخر ان شاء الله وفيه رحلة الموت عند القدماء المصريين.اول عملية تحنيط مكتملةكانت اول عملية تحنيط مكتملة اي بنسبة نجاح مائة في المائة في عهد الاسرة الثامنة عشر في عام 1575 قبل الميلاد اي منذ حوالي ثلاثة ألاف وخمسمائة عام.المواد المستخدمة في التحنيط :النطرون: هو ملح النطرون الذي يستخرج من بحيرات النطرون بوادي النطرون.الراتينجات: هي مادة تخرج من اشجار كثيرة عند شقها وتكون غالبا مختلطة بالصمغ والزيوت.المٌرٌّ: وهو صمغ شجري قاتل لديدان المعدة.العرعر: هو نبات طيب الرائحة.وايضا (البصل - شمع العسل – الحناء – المستكة – القرفة – زيت الزيتون – زيت الأرز – زيت العرعر – نشارة خشب الأرز)كفن: وهو من نسيج الكتان.تابوت: وهو صندوق من (خشب او حجر) توضع بداخله الجثة المحنطة.عطور: (المسك) و(العنبر)شفرة ظرانية: قطع من الصوان كانت تستعمل في الأزمنة القديمة علي اشكال حراب ونصال وفؤوس.أزميل وقطعة صخرية للطرق فوق الازميل.صلاية: مدق الطيب وأداة لإشعال النار.خطوات التحنيط :الخطوة الاولي: يتم تغسيل الجثة لإزالة آثار العرق والدهون التي افرزها الجلد بأستخدام الماء وقطعة من ألياف النخيل ثم ينشف الجلد.الخطوة الثانية: تقلب الجثة علي وجهها وبقطعة "ظرانية" حادة كالمشرط يشرط الحناط جلد الرأس وكأنه يرسم باب بمصراعين ثم يسلخ الجزء الأول وكأنه فتح أحد مصراعي الباب والثاني مازال مغلق فيسلخ الجزء الثاني فيظهر وكأنه باب فتح علي مصراعيه كاشفا عن مؤخرة الجمجمة.ملحوظة:- لقد تم ذلك بدون الحاجة لإزالة شعر الرأس كما يتم ذلك في العمليات الجراحية التي تجري في المخ الآن.الخطوة الثالثة: بأستخدام ما يشبه الأزميل وقطعة صخرية للطرق يتم فصل مؤخرة الجمجمة وإزالتها وبذلك يصير منفذ لإخراج المخ.الخطوة الرابعة: يتم اخراج المخ المكون من (المخ – المخيخ – النخاع الشوكي – النخاع المستطيل) كما يتم اخراج المقلتين (كرتا العين) وبعد ذلك يتم تنظيف الجمجمة من الداخل.الخطوة الخامسة : يتم احضار البصل فيقشر ويقطع قطع صغيرة جدا ثم يدق في الصلاية حتي تتلاشي هيئة البصل الاصلية ثم يوضع في إناء وتوضع معه كمية من زيت الزيتون ويوضع علي نار هادئة ويقلب حتي تذهب رائحة البصل فيترك حتي يبرد لأنه دهان قاتل للجراثيم.الخطوة السادسة: تفرغ كرتي العين من المواد السائلة والقابلة للتعفن ثم تدهن من الداخل بمزيج البصل وزيت الزيتون والذي تم تحضيره سابقا ثم تحشي بتركيبة تحتوي علي شمع العسل ثم تعاد فتثبت في مكانها.الخطوة السابعة: يطهر المخ ويعالج بمزيج البصل وزيت الزيتون وتدهن الجمجمة من الداخل ثم يوضع المخ في مكان ويعاد وضع القطعة العظمية التي تم نزعها من مؤخرة الجمجمة فتلصق بالصمغ ويلصق جلد الرأس ايضا فيبدو في النهاية وكأن شئ لم يكن.ملحوظة: لا يشترط وضع المخ في مكانه بل انه في اغلب الأحيان يوضع المخ في إناء معد لذلك وكانت تسمي ( الجرار او الاواني الكانوبية) ويملأ تجويف الجمجمة بخلطة من الحناء والراتينجات وزيت الزيتون ويوضع (المر) في الأزن والأنف.الخطوة الثامنة: يتم قلب الجثة علي ظهرها وتشق البطن من جانبها وتستخرج كل الاحشاء من تجويف الصدر والبطن فتنظف وتعالج بالدهان وتوضع في الأواني الكانوبية مع إضافة الزيت لحفظها.الخطوة التاسعة: يتم حشو تجويف البطن والصدر بالنطرون حتي يتشرب ملح النطرون وكل ذرة ماء بالجسم وبيان جفاف الجلد.الخطوة العاشرة: يتم إزالة النطرون ويعاد وضع القلب في مكانه مرة أخري ويملأ تجويف البطن والصدر بخلطة من النشارة والراتينجات والقرفة وحبوب العرعر وزيت الزيتون والمستكة والحناء بنسب معينة.الخطوة الحادية عشر: يدهن سطح جلد الجثة بمزيج البصل وزيت الزيتون ثم تكفن بالقماش المصنوع من الكتان بعد غمره في زيت الأرز والعرعر ويترك حتي يتشرب الجلد الزيت فيسكب علي الكفن كمية أخري من الزيت وهكذا حتي يتشرب الجلد أكبر كمية من الزيت وتترك فترة حتي يجف الكتان.الخطوة الأخيرة: توضع الجثة في التابوت المصنوع لها والذي كان ينحت أحيانا علي هيئة الملك كالتمثال المجوف وفي النهاية تعطر المومياء وتغطي بغطاء التابوت وتنقل الي حجرة الدفن المخصصة لها وتوضع بجانبها الاواني الكانوبية التي تحمل الاحشاء والمخ.سر هام: توقد كمية كبيرة من الشموع داخل المقبرة وتغلق باحكام يمنع دخول الهواء حتي ينفد كل الاكسجين داخل المقبرة ومعني ذلك عدم وجود أي كائن حي كالنمل والكائنات الدقيقة التي من المكن ان تؤذي المومياء وأيضا لإيقاف أي تفاعلات للجسد البشري