لماذا أخفى الله موعد المـــوت !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا يليق بجلال قدره وعظيم شأنه حمدا كثيرا طيبا مبارك
يملآ السماوات والارض وما بينهما حمدا عدد ما نزل المطر وعدد ما
خلق من بشر وعدد منابت الشجر وانفاس البشر . واثني واسلم على
المصطفى الامين شفيعنا يوم الدين محمد صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد:
لماذا أخفى الله موعد المـــوت !!
قال تعالى:
{ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }
هل تفكرت أخي المسلم، أختي المسلمة ما هي الحكمة التي أرادها الله عزوجل من إخفاء موعد الموت، ولماذا لم يبين لنا موعد وفاة كل منا؟؟ نحن نؤمن بالموت و نعلم انه حق وان كل نفس ذائقة الموت وان كل من عليها فان ولا يبقي الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام
قال تعالى:
(( كل نفس ذائقة الموت))
قال تعالى:
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ))
فتعالوا معا نتعرف الى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها الله عزوجل في إخفاء موعد الموت
فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته:
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى , فأخفى الله موعد الموت .. لماذا ؟
حتى يتوقعه الإنسان في أية لحظة .. فكلما اغتر تذكر انه قد يفارق الدنيا بعد ساعة أو ساعات فرجع عن غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
ولو كان الله قد أعلم كلا منا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة .. وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر .. في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة .
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به .. ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت في أي لحظة .. ولذلك فإنه إذا كان عاقلا تكون عينه على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب معصية فهو لا يعرف هل سيمد الله أجله إلى أن يرتكب المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .
وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح .. فلو أن موعد الموت معلوم .. لأجل الإنسان العمل الصالح إلى آخر حياته .. ولكن الله يريد أن يكون الصلاح ممتدا طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت .. ليعجل الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل .. فكان إخفاء الموعد فيه رحمة من الله للبشر .. رحمة بأن يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل .. ورحمة بأن يسارعوا في الخيرات حتى لا يفاجئهم الأجل