احمد المصرى عضو الماسي
| موضوع: مواقف متكررة الأربعاء أبريل 28, 2010 8:08 pm | |
| الموقف ده متكرر
يحاول طرف من أطراف العلاقة إنه يتحكم في الطرف الثاني، ويحاول يضمن لنفسه كل المميزات من غير ما يبذل أي مجهود أو يقدم أي حاجة، على اعتبار إن الطرف الثاني محتاج له و"هيموت من غيره"، وخصوصاً في ظل ارتفاع سن الزواج وزيادة نسبة العنوسة.. صحيح فيه بنات بتتصرف نفس التصرف "وتفضل تشرط وتتشرط ولا كأنها ملكة زمانها؛ ولكن النتيجة بتكون رفض الموضوع كله. ولكن ومن ناحية تانية فيه ناس بتقبل بالأوضاع دي خوفاً من شبح العنوسة والوحدة وعدم الارتباط والرغبة في الاستقرار وتكوين أسرة ووجود أبناء و.... و.... ووالفكرة دي -اللي هي الارتباط وخلاص بأي شكل وبأي صورة والخوف من الوحدة والعنوسة- بتكون موجودة ومسيطرة بشكل كبير على البنات وبالذات اللي تخطوا الثلاثين. فكثيرا من اللي بيوصلوا للسن ده من غير ارتباط بيبدأوا في التقهقر والتنازل عن أي أحلام أو مطالب أو أمنيات بتكون البنت عايزاها في شريك حياتها وبيكون عندها أو عند أسرتها استعداد للقبول بأي خاطب مهما كانت عيوبه أو مهما كانت أوجه الاختلاف على أي مستوى بينهم، وده كله علشان يطّمنوا عليها، وإنها بقت في "ذمة راجل"، وإنها هتضمن الأسرة والبيت والحياة المستقلة و... و... و.. وبالتالي هتكون سعيدة. ولكن السؤال هل الطريقة دي فعلاً هتحقق السعادة، يعني هل السعادة هتتحقق بمجرد الارتباط ولا الارتباط ده مجرد وسيلة لتحقيق السعادة... وفي هذا اختلفت الأقوال. الجواز بين الخوف عليه والخوف منه منى: نفسي أعرف بجد الغلط فين؟ وإيه اللي بيحصل وبيخلّي أي حد يُعجب بيّا ميكملش معايا؟... ده أنا بشهادة معظم اللي حواليّا جميلة، ومؤدبة، وهادية.. يمكن علشان كده! والزمن ده مبقاش عايز إلا الناس الروشة. طيب يعني مفيش فايدة. مي: يعني هيحبني ولا هيرضى يتجوّزني على إيه ده أنا تخينة وقصيرة، صحيح شخصيتي قوية وعندي عيون بشهادة الجميع ولا عيون المها وشعري طويل وناعم لكن برضه ده مش كفاية أكيد هيسيبني، طيب وأنا أستنى ليه؟.. هاسيبه قبل ما يسيبني. سلمى: بالذمة إيه اللي أنا قلته ده؟!... هو أنا هافضل كده على طول اللي في قلبي على لساني. هو يعني ماينفعش أتعلم أزوق كلامي شوية.. أكيد طبعا هيفكر ألف مرة قبل ما يكلمني تاني. نهى: لازم العلاقة دي تنجح وإلا العيلة كلها هتشمت فيّا وأصحابي هيتّريقوا عليّا.. لازم... لازم... لازم نجلاء: مش قادرة أحس بالسعادة اللي أنا فيها دايما خايفة من المستقبل ومن تكرار تجارب اللي حواليّا وباسأل نفسي على طول إمتى هيبطل يحبني شروق: وأنا عليّا من وجع القلب ده بإيه؟... يعني اللي خلقه ماخلقش غيره، وحتى لو مفيش غيره.. أنا خلاص مش هاعذب نفسي تاني.. أنا مش محتاجة لحد في حياتي، وأقدر أعتمد على نفسي في كل حاجة... أنا خلاص قررت أن لا حب بعد الآن.. والأفكار دي وغيرها زي: الحب وجع قلب ..... لو متجوزتش قبل سن الثلاثين يبقى ضعت خلاص.....لازم أحمي نفسي من الوقوع في الحب ....لازم أعمل له اختبارات كتير علشان أتأكد إنه بيحبني.الأفكار دي رغم اختلافها الظاهري إلا إنها كلها وبلا استثناء بتعكس اهتمام زايد جدا بالحب والارتباط وكمان الخوف منه. فـ"منى"، و"مي"، و"نهى"، و"سلمى" ممكن يكونوا اتأخروا شوية في الجواز أو بمعنى تاني ماتخطبوش، أو ماتجوزوش وهما "لسّه في اللفة" فبيكون عندهم قلق زيادة شوية من التأخير ده وحتى لو دخلوا في علاقة بيكونوا قلقانين جدا من فشلها ومابيحطوش في دماغهم للحظة واحدة إن استعجالهم ولهفتهم على الجواز واعتبار إن من غيره هيكونوا كائن ناقص وملهوش أهمية، وإن الجواز هو "كل الحياة" واللا جواز يعني الموت الزؤامومابياخدوش بالهم كمان إن "اللهفة" دي هي سبب من أسباب التأخير ده؛ لأنهم بيكونوا في حالة قلق وتوتر دائم وده بيظهر من غير حتى ما يتكلموا فبيظهر من النظرات والحركات وبشكل غير مباشر وده بيخلي الطرف التاني يقلق ويطرح ألف سؤال عن سبب هذه "السربعة" بل والاستهجان منها وبالتالي الزوغان، وده لأنه بيحس إن فيه "حاجة غلط" فبدل ما يكون هو اللي مستعجل وعايز يثبت حبه ويبين اهتمامه "خصوصا يعني في الأول" بيلاقي إن الطرف اللي قدامه أضاف ليه مسئوليات، وبدل ما هو اللي بيدور على الرعاية والاهتمام بيلاقي نفسه مطالب إنه يوفرهم.. ومش معنى كده طبعا إن الزوج مش مطالب بتوفير الرعاية لزوجته وأولاده لكن اللهفة والاستعجال دي بتتفسر بعدم رضا عن الحياة الحالية ورغبة في التخلص منها، ومعنى كده إنه بيحس إن الفتاة محملة بالهموم ومعندهاش القدرة أصلاً للعطاء، وبالعكس هتاخد من استقلاليته وانطلاقه وهتحمله همومها. وعلشان نكون أكثر وضوحا _بس من غير ما الأولاد يزعلوا_ أكتر حاجة بتخلي الشباب يأجِّل فكرة الجواز هو الخوف من المسئولية وأن تزيد عليه واجبات تجاه طرف أو أطراف تانية؛ لكن مش معنى كده إن الشباب أو الجنس الذكوري مابيقدّمش حاجة أو بياخد بس؛ لأن بمنتهى البساطة مفيش حد بيكون عايز يحس إنه كائن طفيلي أو عالة على الآخرين وبياخد وبس فده شعور متعب لأي حد؛ لكن العطاء وتقديم العروض الأفضل جدا يكون باختياره الحر والمطلق وإنه هو نفسه يكون عايز يقدم علشان "عايز يقدم" مش لأنه مضطر لكده. فلما يسأل نفسه إيه اللي ممكن أقدمه ليها علشان أحافظ عليها وأخليها تستمر في حبي أفضل كتير لما يسأل نفسه يا ترى إيه اللي هتاخده مني، ولاّ إيه الخسائر اللي هتجيلي من ارتباطي بيها، ففي الحالة الأولى أصبحتِ مهمة فعلا بالنسبة له وحاسس إنِّك إضافة حقيقية ليه مش عالة عليه ولا هتشيّليه بس همومك وهموم أولادك _اللي هم أولاده برضه_ وكمان بقى متأكد إنك هتكوني سند ومساعد ليه مش بس في البيت لكن في الحياة عمومالكن فكرة الخسارة أيا كانت بتخليه يعيد التفكير مرة واتنين وتلاتة ويختار في الغالب إنه يبعد خوفا من إنه يخسر السعادة اللي هو فيها فعلا. سارة: هيجنني بجد هيجنني فشوية يبقى ملهوف عليّا وباحس إنه مش ممكن يستغنى عني ولا يقدر يبعد ثانية واحدة ولا يبطل يحبني، وشوية تاني باحس ولا كأني في باله أصلا وإنه يقدر يبيعني في لحظة واحدة من غير أي ذرة تردد.. يا ربي هو أنا كان إيه اللي خلاني أحب ما أنا كنت عايشة سعيدة ومبسوطة وملكة زماني لا باسهر ولا باحتار وعايشة حياتي 24 قيراط، وحتى لو واحدة رمت كلمة كده ولا كده ولا كنت باحط في بالي أصلا وكنت عارفة إن أنا كويسة قوي ومش ناقصني حاجة. إيه بس اللي حصل لي وإزاي سِبت نفسي أوصل للمرحلة دي ويا ترى ممكن أرجع تاني زي الأول ولاّ ده بقى شيء صعب خلاصوالموقف ده بيحصل لبنات بتتأخر برضه في الارتباط بس من غير ما يكون عندها لهفة ولا سربعة لكنهم بيكونوا رافضين أصلاً الفكرة وبيحاولوا يقنعوا نفسهم إن حياتهم أكيد هتكون أحسن وهم لوحدهم من غير ما حد يضايقهم أو يقيدهم أو يفكر يخونهم ويبقوا مضطرين لخدمة حد ورعايته وتلبية طلباته. أو إن حد يتحكم فيهم وفي مشاعرهم ويسبب لهم التعاسة أو الحيرة والقلق في حالة الغياب أو في حالة عدم الاهتماموبيكونوا خايفين من الهجر والفراق والعذاب في البعد والقرب نتيجة للي بيشوفوه ويسمعوه وبيخافوا يكرروا التجارب دي وبيفضلوا يبعدوا عنها أحسنوالحالة دي هي نوع برضه من الاهتمام الزايد بالحب والارتباط وإن كان بياخد شكل عكسي تماما لكن النتيجة بتكون واحدة وهي "عدم الارتباط" نتيجة للخوف منه. الجواز جواز لا هو حياة ولا كمان موتوالخلاصة واللي عايزين كلنا نعرفه مع بعض ونحطّه في بالنا كويس قوي إن الجواز مش نهاية المطاف وإن في الحياة حاجات كتير قوي حلوة غير الارتباط، ومن ناحية تانية ماحدش يقدر ينكر إن الارتباط مهم لتحقيق الاستقرار والأمان وغيرها من أهداف. ولكن ده عمره ما هييجي بالتسرع واللهفة وعدم تحكيم العقل كويس قبل الإقدام على خطوة مهمة زي دي بيترتب عليها مش حياة طرف واحد لأ ده كمان بيأثر في حياة أطفال مالهمش أي ذنب في إساءة الاختيار، بمعنى أوضح الارتباط مش زي الهواء والميه اللي من غيرهم فعلا تكون نهاية الحياة لأي كائن حي "لكن هو وسيلة علشان حياتنا تكون فيها حاجات حلوة أكتر، وعشان ده يتحقق يبقى مش لازم نستعجل ونقعد نلوم القدر إننا مالقيناش الإنسان المناسب ونحط في اعتبارنا إن كل شيء بأوان وإن حتى لو مالقيناش الطرف التاني فممكن جدا الحياة تستمر؛ لأن فيها حاجات كتير قوي تستحق إنها تستمر عشانها وماندخلش في علاقة لمجرد الهروب من البيت مثلا أو التخلص من الحياة اللي عايشينها ونحاول ندور على الحاجات الكويسة واللي أكيد موجودة ونركز فيها ونطورها، وكمان مانخليش الخوف هو المحرك والدافع لينا لخسارة أي شكل من أشكال السعادة سواء اللي احنا فيها فعلا أو اللي ممكن نحصل عليها من الارتباط. بقلم : دعاء رمزى
| |
|