Mohammed Ali عضو الماسي
| موضوع: مراقبة الله-2 الجمعة مايو 07, 2010 9:16 am | |
| أول رتبة في القرب هي القرب من طاعته، والالتزام في جميع الأوقات بعبادته، وأما البعد فهو التدنس بمخالفته والتجافي عن طاعته، فأول البعد بعد عن التوفيق، ثم بعد عن التحقيق، بل إن البعد عن التوفيق هو البعد عن التحقيق، قال صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن الحق سبحانه : "ما تقرب إلي المتقربون بمثل أداء ما افترضت عليهم، ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى يحبني وأحبه، فإذا أحببته كنت له سمعًا وبصرًا، فبي يبصر وبي يسمع". (1)
فقرب العبد أوًلا بإيمانه وتصديقه، ثم قربه بإحسانه وتحقيقه، وقرب الحق سبحانه ما يخصه اليوم به من العرفان، وفي الآخرة ما يكرمه به من الشهود والعيان، وفيما بين ذلك بوجوه اللطف والامتنان. ولا يكون قرب العبد من الحق إلا ببعده عن الخلق، وهذه من صفات القلوب دون أحكام الظواهر والكون.
فقرب الحق سبحانه بالعلم والقدرة عام للكافة، وباللطف والنصرة خاص بالمؤمنين، ثم بخصائص التأنيس مختص بالأولياء، قال الله تعالى : (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) [ق: 16 ]، وقال تعالى : (ونحن أقرب إليه منكم ) [الواقعة: 85 ] وقال تعالى : (وهو معكم أينما كنتم) [الحديد: ٤]، وقال تعالى : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) [المجادلة:7]
ومن تحقق بقرب الحق سبحانه وتعالى فأدونه دوام مراقبته إياه، لأنه عليه رقيب التقوى، ثم رقيب الحفاظ والوفاء، ثم رقيب الحياء، وأنشدوا: كأن رقيبًا منك يرعى خواطري ***** وآخر يرعى ناظري ولساني فما رمقت عيناي بعدك منظـــرًا ***** يسوؤك إلا قلت قد رمقانــي ولا بدرت من في دونـك لفظــة ***** لغيرك إلا قلت قد سمعـانــي ولا خطرت في السر بعدك خطرة***** لغيرك إلا عرجـا بعـنانــــي وإخوان صدق قد سئمت حديثهم ***** وأمسكت عنهم ناظري ولساني وما الزهد أسلى عنهم غير أنني ***** وجدتك مشهودي بكل مكان(2) ==================================== 1-أخرجه البخاري عن أبي هريرة(11|292) 2-الرسالة القشيرية:(80-81,181,191).
| |
|