مولده ونشــأته:
هو فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، ولد بقرية سُلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في 14 من جمادى الأولى لعام 1347هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1928م.
تلقى تعليمه الأساسي بقريته، وبعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944م، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين، وتخرج فيها سنة 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 5 من سبتمبر سنة 1966م.
مناصبـــه:
عُيِّن فضيلته في عام 1960م إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف ثم عُيِّن مدرسًا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين سنة 1968م، ثم أصبح أستاذًا مساعدًا بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام 1972م. ثم أعير إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة 1972م إلى 1976م ثم رجع منها لينال درجة أستاذ بقسم التفسير ثم عميدًا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976م، ثم اختير رئيسًا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة 1980م إلى 1984م. ثم رجع منها فصار عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985م.
تقلده منصب مفتي الديار المصرية:
تم تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية في 24 من صفر عام 1407هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1986م. وظل في منصب الإفتاء قرابة عشر سنوات حتى تم تنصيبه لمشيخة الأزهر، وقد أصدر خلال تلك الفترة حوالي (7557) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
مشيخة الأزهر:
ثم صدر القرار الجمهوري بتوليــة فضيلته مشيخـة الأزهـر في 8 من ذي القعدة سنة 1416 هـ الموافق 27 من مارس عــام 1996م.
مؤلفاته:
1- التفسير الوسيط للقرآن الكريم ويبلغ زهاء خمسة عشر مجلدًا وأكثر من سبعة آلاف صفحة، وقد طبع هذا التفسير عدة طبعات أولها عام 1972م، وقد كتبه فضيلته في بضعة عشر عامًا وقد بذل فيه أقصى جهده ليكون تفسيرًا محررًا من الأقوال الضعيفة والشُّبه الباطلة والمعاني السقيمة والآراء التي لا سند لها من النقل الصحيح أو العقل السليم، وكان منهج فضيلته البدء في شرح الألفاظ القرآنية شرحًا لغويًّا مناسبًا، ثم بيان سبب النزول إن وجد وكان مقبولا، ثم ذكر المعنى الإجمالي للآية أو الآيات، ثم تفصيل ما اشتملت عليه الآية أو الآيات من وجوه بلاغية ومن أحكام شرعية ومن آداب قويمة وعظات بليغة وتوجيهات حكيمة، مُدعِّمًا كل ذلك بالآيات الأخرى وبالأحاديث النبوية الشريفة وأقوال المحققين من علماء السلف والخلف، وقد توخى فضيلته في هذا التفسير أن يكشف عمَّا اشتمل عليه القرآن الكريم من هدايات جامعة ومن تشريعات جليلة وآداب فاضلة وأخبار صادقة.
2- بنو إسرائيل في القرآن والسنة طبع عام 1969م ويقع في مجلدين تزيد صفحاته عن ألف صفحةٍ وقد طُبِعَ أيضًا عدة طبعات.
3- معاملات البنوك وأحكامها الشرعية عام 1991م وقد طبع هذا الكتاب حتى الآن بضع عشرة طبعة ويقع في زهاء ثلاثمائة صفحة.
4- الدعاء.
5- السرايا الحربية في العهد النبوي.
6- القصة في القرآن الكريم عام 1990م.
7- آداب الحوار في الإسلام.
8- الاجتهاد في الأحكام الشرعية.
9- أحكام الحج والعمرة.
10- الحكم الشرعي في أحداث الخليج.
11- تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه.
12- مباحث في علوم القرآن الكريم.
13- العقيدة والأخلاق.
14- الفقه الميسر.
15- عشرون سؤالا وجوابًا.
16- فتاوى شرعية.
17- المنهج القرآني في بناء المجتمع.
18- رسالة الصيام.
19- المرأة في الإسلام - بالمشاركة.
وفاته:
وقد انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول لعام 1431هـ الموافق 10 / 3 / 2010م بعد أدائه لصلاة الفجر وذلك إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته وهو يزمع الصعود إلى سلم الطائرة التي ستقله من العاصمة السعودية الرياض إلى القاهرة وكان فضيلته بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية بالرياض، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه صلاة الجنازة بالمسجد النبوي الشريف بعد صلاة العشاء في اليوم نفسه ثم دفن –رحمه الله- ببقيع الغرقد بالمدينة المنورة حيث وُورِي جثمانه بتلك البقاع المطهرة بجانب صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بعد أيام قليلة من اختتامه لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ثم مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية والذي عقد تحت عنوان (صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم) فرزقه الله جوارهم، ونسأل الله أن يكون رفيقهم في الجنة، رحم الله الشيخ الجليل الإمام الراحل محمد سيد طنطاوي، وسقى جدثه شآبيب الرحمة والغفران.