Mohammed Ali عضو الماسي
| موضوع: القرآن و النبي-جمال الدين القاسمي(5)-تفسيره-4 الخميس ديسمبر 29, 2011 7:45 am | |
| قال تعالى:(و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون). (أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير و هو خير الرازقين) (و إنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم). ( و إن الذين لا يؤمنون بالأخرة عن الصراط لناكبون)(1).
(و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهن): أي : لو كان ما كرهوه من الحق هو التوحيد والعدل المبعوث بهما الرسول صلوات الله عليه موافقا لأهوائهم المتفرقة في الباطل الناشئة عن نفوسهم الظالمة المظلمة لفسد نظام الكون:لأن مناط النظام ليس إلا ذلك و فيه من تنويه شأن الحق و التنبيه على سمو مكانه ما لا خفي.
(بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون): إضراب عن توبيخهم بكراهته و انتقال إلى لومهم بالنفور عما ترغب فيه كل نفس من خيرها:أي ليس مكروها بل هو عظة لهم لو اتعظوا أو فخرهم أو متمناهم; لأنهم كانوا يقولون:(لو كان عندنا ذكرا من الأولين لكنا من عباد الله المخلصين)
(فهم عن ذكرهم معرضون): أي بالنكوص عنه و أعاد الذكر تفخيما و إضافة لهم لسبقه و في سورة الأنبياء (ذكر ربهم) لإقتضاء ما قبله له.
(أم تسألهم خرجا): أي جعلا على أداء الرسالة فلآجل ذلك لا يؤمنون(فخراج ربك خير) أي عطاؤه.
(و هو خير الرازقين و إنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم و إن الذين لا يؤمنون بالأخرة عن الصراط لناكبون): أي منحرفون قال القشاني: - اقتباس :
- ( الصراط المستقيم الذي يدعوهم إليه هو طريق التوحيد المستلزم لحصول العدالة في النفس ووجود المحبة في القلب و شهود الوحدة و الذين يحتجبون عن عالم النور بالظلمات و عن القدس بالرجس إنما هم منهمكون في الظلم و البغضاء و العداوة و الركون إلى الكثرة, فلا جرم أنهم عن الصراط ناكبون منحرفون إلى ضده, فهو في واد و هم في واد!
و قال الزمخشري: - اقتباس :
- قد ألزمهم الحجة في هذه الآيات و قطع معاذيرهم و عللهم بأن الذي أرسل إليهم رجل معروف أمره و حاله مخبور سره و علنه خليق بأن يجتبى مثله للرسالة من بين ظهرانيهم وأنه لم يعرض له حتى يدعى حتى يدعي بمثل هذه الدعوة العظيمة بباطل, و لم يجعل ذلك مسلما إلى النيل من دنياهم و استعطاء أموالهم و لم يدعهم إلى الإسلام الذي هو الصراط المستقيم مع إبراز المكنون من أدوائهم و هو إخلالهم بالتدبر و التأمل و استهتارهم بدين الآباء الضلال من غير برهان, و تعللهم بأنه مجنون بعد ظهور الحق و ثبات التصديق من الله بالمعجزات و الآيات النيرة و كراهتهم للحق و إعراضهم عما فيه حظهم من الذكر.
--------------------------------------------------------------- 1- سورة المؤمنون الآيات:71-74
| |
|