هو الإمام الفقيه المفسر المحدث المؤرخ علاء الدين أبو الحسن على بن ابراهيم بن عمر بن خليل الشيحي البغدادي الشافعي الصوفي المعروف يالخازن.
ولد ببغداد سنة ثمان و سبعين و ستمائة و نسب إلى "شيحة" بالقرب من حلب..
و لقب بالخازن لقيامه بالإشراف على مكتبة إحدى المدارس الهامة بدمشق. وأخذ في السياحة منذ أن اشتد ساعده على طريقة العلماء الذين لا يكتفون بالقطر الذي يعيشون فيه. و الذين يسافرون متأملين متصلين بكبار العلماء.
لقد سافر إمامنا من بغداد إلى حلب, و مكث فيها فترة طويلة من الزمن, حتى لقد نسب إلى بلدة بالقرب منها.. و رحل إلى دمشق,و كانت تذخر بطائفة كبيرة من العلماء أمثال القاسم بن المظفر, بل إن دمشق إذ ذاك كان بها نساء وصلن في العلم إلى درجة من الدرجات العظمي فجلسن للتفسير و الحديث, و منهن: وزيرة بنت عمر.
و نهل الإمام الخازن من كل ينابيع العلم في دمشق-شيوخا و كتبا-و جاهد جهادا مستميتا في سبيل التعريف بالعلم جمعا و شرحا و تأليفا فجمع تفسيرا كبيرا سماه :"لباب التأويل في معاني التنزيل".
و اهتم اهتماما كبيرا بالحديث,فصنف كتابا يدل عنوانه على الهدف منه و هو:"مقبول المنقول".
و قد حاول مصنفا أن يجمع في كتابه هذا المعقول من المنقول, فشمر عن ساعد الجد, و كتب عشر مجلدات جمع فيها مسند الإمام الشافعي و مسند الإمام أحمد بن حنبل, و كتب الصحاح الستة:البخاري و مسلم و أبو داوود و النسائي و الترمذي و ابن ماجة, و ضم إلى كل ذلك موطأ الإمام مالك و سنن الدارقطني, فأصبحت عشرة كتب رتبها على الأبواب, و هو عمل ليس بالسهل و لا باليسير, و لابد فيه من الصبر العميق و الجهد الكبير.
و فضلا عن كل ذلك فإنه جمع سيرة الرسول-صلى الله عليه و سلم-في صورة مطولة مستقيضة في كتاب سماه:(سيرة خير الخلائق محمد المصطفى سيد أهل الصدق و الوفا), و لاعجب في ذلك, فإن من جمع كل هذه الكتب و رتبها, يحيط بسيرة رسول الله-صلى الله عليه و سلم-.