نأتي بعد ذلك إلى النقطة الأخرى و هي الطفل الصناعي.. و هذه نقطة يثور حولها الجدل في هذه الأيام حول طفل الأنابيب.. وما إلى ذلك.. و أنت أذا أردت أن تصنع بشرا.. فالمفروض أن تأتي بالمادة الحية تصنعها أولا و لكنك حين تأخذ ما خلق الله و تيسر عملية الخلق بما كشف الله لك من علم لا يكون هذا أبدا فيه صناعة أو طفل صناعي.. أنت أخذت ما خلقه الله من الرجل و أوجدت له الطريقة ليتم ما أراده الله فيما خلقه الله للأنثى.. إذن أنت لم تفعل شئ سوى أن كان هناك سبب يمنع الحمل.. و استطعت أن تتغلب عليه بطريقة ما.. و لكن المادة الحية و الرحم الذ نما فيه الطفلهما من خلق الله سبحانه و تعالى.. فأين ما خلقت أنت من طفل صناعي.. أو طفل الأنابيب؟! إنك لم تخلق شيئا.. و إذا كان الله قد يسر لك سبيلا لتعالج عقما باستخدام ما خلقه الله.. لاستمرار حياة البشر في الأرض.. فأنت لم تخلق شيئا.. ولو أردت فعلا أن ترينا أنك تخلق طفلا صناعيا.. فأبدأ أولا بخلق المادة الحية و العلم كله عاجز على أن يخلق خلية حية.. و لكن كل هذا محاولة للإضلال..
على أن معجزة القرآن لم تأت لتبين أو تكشف عن بعض أسرار الكون.. و تلمس الحقائق الكونية الكبرى.. و إنما جاءت لتتحدى.. القرآن مادام معجزة فلابد أن فيه تحديا.. و لقد تحدى القرآن العرب بالبلاغة و لكن الإسلام هو دين البشرية كلها.. و لذلك كان القرآن أن يتحدى الذين عاشوا وقت نزوله من غير العرب.. ثم يحمل تحديا لكل جيل بعد ذلك و إلا فالمعجزة لا تكون قائمة..
و لقد استطاع القرآن أن يمزق حجب الغيب كلها.. مزق حجاب الماضي.. و حجاب الحاضر.. و مزق حجاب المستقبل.. و مزق حجاب النفس البشرية.. و مزق حجاب كل الأشياء التي لا يمكن أن يصل إلبها علم إلى الآن.. و مازال القرآن يتحدى.. و لا أحد يستطيع أن يواجه هذا التحدي.. و هذا هو ما سنبينه في الفصل القادم..