القرآن الكريم بدأ بالفاتحة و هي أم الكتاب.. و الفاتحة بدأت (بسم الله الرحمن الرحيم*الحمد لله رب العالمين).. و أسباب الحمد كثيرة لأننا نحند الشئ لذاته.. لأن فيه خصالا تستحق الحمد.. و نحمد الشئ لصفاته.. فعندما نرى شيئا جميلا كلؤلؤة بديعة.. نمدح صفاءها.. أو زهرة جميلة.. نمدح جمالها.. و الحمد يكون أيضا على النعم أو على وجه الدقة على ما نالك من النعم.. فإذا أحسن إليك إنسان فأنت تحمده على إحسانه.. و إذا أعطاك شيئا فأنت تحمده على عطائه.. الحمد أيضا يأتي لما أطمع في الحصول عليه.. فأنت تمدح إنسانا لأنك تعرف أنك ستنال منه خيرا.. و من هنا فإنك تقدم المدح لتحصل على الخير..
و الحمد يأتي من الخوف من العقاب و من وجودي تحت سيطرته.. فإذا ارتكبت خطأ, و كان هناك من يستطيع أن يعاقبني على الفور و يبطش بي..و لكنه قدم الرحمة على البطش و العقاب.. فأنا أحمده لأنه قدم رحمته على عدله و عقابه..
هذه هي بعض العناصر التي يمكن أن تكون أساسا للحمد.. فإذا أتينا إلى الله سبحانه و تعالى.. وجدنا كل هذه العناصر و أكثر منها تستوجب الحمد لله.. فنعم الله سبحانه و تعالى لا تعد و لا تحصى.. و يعطي.. و يفتح الأبواب المغلقة.. و ييسر السبل في الدنيا.. و يعطي الصحة الصحة و المال.. و يوفق العمل.. و يصيب بخيره من يشاء.. و هو في كل هذا معط لا يأخذ شيئا.. أي أنه سبحانه و تعالى غير محتاج لنا في شئ.. نحن جميعا لا نزيد ملك الله شيئا و لا ننقصه شيئا.. و الله خزائنه لا تفرغ أبدا.. و لا يستطيع أحد أن يعد نعم الله أو يحصيها.. ذلك أن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه العزيز( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).. و مع تقدم احصاءات الدنيا كلها فإن أحدا لا يستطيع و لا يحاول أن يحصي نعم الله سبحانه و تعالى.. و هي.. نعم.. ظاهرة و نعم باطنة.
و من هنا فإن الله سبحانه و تعالى الذي لا تعد نعمه و لا تحصى.. و الذي لو أردنا أن نحمده ما و فيناه حقه.. و لو بقينا طول عمرنا نلهج بالشكر و الثناء.