الميهى Admin
| موضوع: عائشة بنت أبي بكر الخميس يوليو 30, 2009 12:17 am | |
| عائشة بنت أبي بكر * حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى" بعد أن رحلت خديجة بنت خويلد إلي جوارربها .. والتي قضى معها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ربع قرن .. وكان قد تجاوزمرحلة الشباب .. وكانت ابنته فاطمة الزهراء صغيرة في حاجة إلي رعاية من يقوم مقامالأم فعرضت عليه (خوله بنت حكيم) أن يتزوج "سودة بنت زمعة" التي مات عنها زوجها (السكران بن عمر العامري) عقب عودته مع سودة من هجرته إلي الحبشة. وكانت امرأة مسنة .. خشيت اضطهاد مكة لها .. وخافت على دينها من أن يفتتها فيه أهل مكة فاختارهاالنبي صلى الله عليه وسلم لرعاية ابنته فاطمة .. وليس هذا الاختيار بسبب رغبة فيمال أو جمال فلم تكن تملك شيئا من ذلك .. وقد عبرت هي بنفسها عن ذلك للرسول فقالت: ـ والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجالك! لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها بعد رحيل أمالمؤمنين خديجة بعدة سنوات .. وكانت عائشة مازالت صغيرة .. وكانت جميلة .. وذكية .. وتعرف القراءة والكتابة .. وتحفظ الكثير من الشعر .. تربت في بيت أبي بكر الصديق .. وأخذت من والدها العظيم ذكاءه ورقته .. وجميل شمائله. ويقول الرواة إن التياقترحت خطبتها للرسول خولة بنت حكيم .. في نفس الوقت الذي عرضت عليه الزواج من سودةبنت زمعة .. وهنا نتوقف عند سن عائشة عندما تزوجت الرسول صلى الله عليه وسلم. قالواأنها كانت في العاشرة من عمرها. ولكن هناك من الدارسين من يرى غير ذلك .. فالعقاديقول: ـ "ولا يعرف على التحقيق في أي سنة ولدت عائشة رضي الله عنها .. ولكن أقرب الأقوال إلي الصدق وأحراها بالقبول أنها ولدت في السنة الحادية عشرة أو الثانية عشرة قبل الهجرة .. فتكون قد بلغت الرابعة عشرة من عمرها أو قاربتها. يومبنى بها الرسول عليه السلام." ويقول عنها العقاد أيضا: ـ وجملة ما يفهم منوصفها على التحقيق أنها كانت بيضاء، فكان عليه السلام يلقبها بالحميراء .. ـ لاختلاط بياضها بحمرة وكانت أقرب إلي الطول لأنها كانت تعيب القصر، كما مر فيكلامها عن السيدة صفية، وكانت في صباها نحيلة أو أقرب إلي النحول، حتى كان الذينيحملون هودجا خاليا يحسبونها فيه .. قالت في حديث مشهور: ـ " وأقبل إلي رهطالذين يرحلون لي ـ أي يحملون الرحل على البعير ـ فحملوا هودجي وهم يحسبون أني فيه،وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلهن ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستكثر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه، إذ كنت مع ذلك جارية حديثة السن." ثم مالت بعد سنوات إلي شيء من السمنة كما جاء في كلامها في حديث آخر: ـ"خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم، فقال صلى الله عليه وسلم .. تقدموا .. فتقدموا .. ثمقال: تعالي حتى أسابقك فسبقته فسكت .. حتى إذا حملت اللحم وكنا في سفرة أخرى قالصلى الله عليه وسلم للناس: تقدموا .. فتقدموا .. ثم قال تعالي حتى أسابقك فسبقني فجعل صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: هذه بتلك".. كانت عائشة أقرب الناس إلي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عبر عن ذلك بقوله: "حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى" وقال أيضا يصف عاطفته القوية نحو عائشة: ـ "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" وكانت السيدة عائشة تعرف مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي لا يتفوق عليها إلا حبه للراحلة العظيمة خديجة بنت خويلد، حتى أن عائشة كانت تغار منها رغم وفاتها.. وكانت عائشة تعدد مزايا نفسها فقالت بعد أن رحل النبي صلى الله عليه وسلم إلي جواربه: ـ "فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر .. لم ينكح بكرا قط غيري .. ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء فيحربرة، وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه دون غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم ينزل وهو مع غيري. وقبض وهو بين سحري ونحوي في الليلة التي كان يدور علي فيها ودفن في بيتي." ولا شك أن هذه المنزلة بلغتها بكل ما تملك من مواهب الجمال .. والذكاء .. والحس المرهف .. كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله يوما وهي تغزل ورأت العرق على وجهه، فتصورت أن حبات العرق على جبينه ـ حبها له تتألق نورا .. فاعترتها الدهشة. قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: مالك بهت؟ قالت: يا رسول الله نظرت إلي وجهك فجعل عرقك يتولد نورا .. فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره.. قال: وما يقول يا عاشة أبو كبير الهزلي؟ قالت: يقول: ومبـرأ مـن كل غير حيضة وفصـاد مرضـعة وداء مقبل وإذا نظـرت إلـي أسرة وجهه برقت كبرقالعـأرض المتهلل فقال إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وقبلها بين عينيها وقال: ـ بارك الله فيك يا عائشة. وقد زاد من حبه لها صداقته الحميمة بأبيها (أبو بكرالصديق) .. وقد سأله يوما عمرو بن العاص: ـ يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ ـ عائشة. ـ إنما أقول من الرجال؟ ـ أبوها. ولا يختلف أحد على فصاحتها و قدرتها على البيان .. ومن أجل هذا قال عنها الرسول الكريم: ـ "خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء. ويستدل الرواة على قدرتها البلاغية الفائقة من خطبها في مختلف المناسبات .. فهي التي وقفت على قبر أبيها (الصديق ترثيه:( ـ "نضر الله وجهك،وشكر لك صالح سعيك، فلقد كنت للدنيا مذلا بإعراضك عنها، وللآخرة معزا بإقبالك عليها، ولئن كان أجل الحوادث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك، وأعظم المصائب بعده فقدك، أن كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك بالدعاء لك فإنا لله وإناإليه راجعون، وعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاءفيك." كما يرون الرواة أنها تمثلت بقول الشاعر، عندما رأت والدها العظيم يجودبأنفاسه فقالت: لعمـرك ما يغني الثراء عن الفني إذا حشرجت يوما وضاق بهاالصدر
| |
|
الميهى Admin
| موضوع: رد: عائشة بنت أبي بكر الخميس يوليو 30, 2009 12:20 am | |
| فقال لها والدها العظيم وهو يذكرها بأن تستدل بما هو أفضل بكتاب العزيزالحميد: قال لها وقد استمع إلي كلمها الحزينة: ـ لا تقولي ذلك يا عائشة،ولكن قولي: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد." ولكن هذه السيدةالفاضلة التي كانت تغار على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث لها حادثة تركت فيحياتها بصمات عميقة .. بل أن هذه الحادثة تركت على مجرى التاريخ الإسلامي نفسه بصمات عميقة يوم تصدت فيما بعد للإمام علي أبي طالب في معركة "الجمل" لأنها لم تنسله قوله عقب هذه الحادثة: تزوج يا رسول الله .. فالنساء كثير أنها حادثةالإفك.. وهذه الحادثة كما يرويها الرواة ملخصها .. أنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته (غزوة بني المصطلق) .. وبعد أن انتهت هذه المعركة، وأخذ الجيش طريقه إلي المدينة .. كانت عائشة قد ذهبت بعيدا لقضاء حاجتها .. وقد انفرط عقدها .. فأخذت تجمعه .. وعندما تم لها ذلك نظرت فإذا الجيش قد أخذ طريقه نحوالمدينة .. وكان الذي يحملون هودجها يظنونها فيه، وأخذت تتلفت يمنة ويسرة وفي كل الاتجاهات وهي تحاول العودة إلي المدينة .. ثم أخذها التعب فنامت .. وكان هناك الشاب صفوان بن المعطل الذي كان يبحث في أرض المعارك عمن تخلف من المقاتلين، وشاهد السيدة عائشة وعرفها .. فأركبها على راحلته .. وأخذ يقودها حتى أرجعها إلي بيتها..قصة عادية.. ولكن المنافقين أخذ يصور لهم خيالهم المريض أشياء أبعد ما تكونعن هذه السيدة الفاضلة التي تربت في بيت طاهر .. وهو بيت الصديق، وعاشت في أطهر مكان .. وهو بيت محمد صلى الله عليه وسلم .. فقد اتهموها في شرفها! وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الشائعات فحزن .. فهو يعلم أن عائشة فاضلة .. ويعلم أن صفوان شاب مستقيم. ولكن المنافقين زادوا في بغيهم .. حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه وزوجاته فيما أشيع بين الناس. فقال عمر بن الخطاب: "لقد زوجها لك ربك يارسول الله وهو لا يخدع نبيه." وقال علي: "يا رسول الله لا تحزن. لم يضيق الله عليك والنساء غيرها كثير". وقالت جاريتها "بربرة" .. وهي تنفي التهمة تماما عن عائشة: ـ لا والذي بعثك بالحق، ما رأيت شيئا آخذه عليها سوى أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين فتأتى الدواجن فتأكله. وعلمت عائشة بما يدور .. فبكت .. وزاد شحوبها ونحوبها .. وذهبت إلي بيت أبيها.. أيام عصيبة للغاية .. عاشتها أم المؤمنين .. وهي لا تتصور أو تتخيل أن يتهمها إنسان في أعز ما تملك .. وفي ابنةالصديق، وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وزاد من عذابها قول الرسول صلى الله عليه وسلم لها عندما جاء إلي بيت أبيها: ـ "ياعائشة لقد بلغني عنك ما بلغني .. فإن كنت بريئة فسيبرئك الله .. وإن كنت قد أخطأت فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه تاب الله عليه" ونظرت إلي أمها وأبيها لعلهما يدافعان عنها .. ولكنهما لاذا بالصمت فقالت: ـ لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس وثبت في أنفسكم وصدقتم به .. ولئن قلتلكم أني بريئة ما صدقتموني، وإن اعترفت لكم ـ والله يعلم أني لبريئة ـ صدقتم قولي. (فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون). وينزل من السماء قرآن يبرئ أمالمؤمنين: { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (سورة النور الآية : 11 ). ومرت هذه الأيام العصيبة في حياة صاحب الرسالة الخالدة نزول التشريع الإلهي يعاقب من يقذف في أعراض الناس بالباطل بالجلد ثمانين جلدة .
| |
|
احمد المصرى عضو الماسي
| موضوع: رد: عائشة بنت أبي بكر الإثنين ديسمبر 21, 2009 7:32 pm | |
| | |
|