فكلامنا علي طول
بنحكي وبنقول
علي رأي المثل
في منه عارفين حكايته
وفيه الي هنعرفها دلوقتي
تبابعوامعانا حكايات الامثال
خفي حنين
معظمنا سمع عن خُفَّيْ حُنَيْن، فيُقال لمن لم يفز بشيء، ورجع بالخيبة والإخفاق، بأنه عاد بخفي حنين؛ فما هو أصل هذا المثل..؟!
يُقال: إنه كان يوجد ببلاد "الحيرة" إسكافي شهير اسمه "حنين".. ذات يوم دخل أعرابي إلى دكانه ليشترى خفين، وأخذ الأعرابي يساوم "حنينا" مساومة شديدة، ويغلظ له فى القول؛ حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي؛ فاغتاظ الأعرابي، وسبّ "حنينا" سبًّا فاحشًا، ثم تركه وانصرف!!
صمم حنين على الانتقام من الأعرابي؛ فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريق مختصر، وألقى أحد الخفين فى الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر، واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي..
فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض؛ فأمسكه، وقال لنفسه: "ما أشبه هذا الخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حنين، ولو كان معه الخف الآخر لأخذتهما.. لكن هذا وحده لا نفع فيه".
ثم رماه على الأرض ومضى في طريقه، فعثر على الخف الآخر؛ فندم لأنه لم يأخذ الأول، وعاد ليأخذه، وترك راحلته بلا حارس؛ فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذها بما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، فرجع إلى قومه.
ولما سألوه: بماذا عدت من سفرك؟
أجاب: عدت بخفي حنين..!!
مسمار جحا
أما "مسمار جحا"؛ فهو لا يقل شهرة عن جحا نفسه.. وجحا شخصية هامة جدًّا في تاريخنا؛ إذ طالما كان اللسان المعبر عما نسميه الآن "الأغلبية الصامتة"، وهـو - بالقطع - يحتاج إلى وقفة مستقلة.
أما مسماره، فيُضرب به المثل فى اتخاذ الحجة الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل.
وأصل الحكاية أن جحا كان يملك داراً، وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً، فاشترط على المشتري أن يترك له مسماراً في حائط داخل المنزل، فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بجحا يدخل عليه البيت. فلما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا:جئت لأطمئن على مسماري!!
فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت، والرجل يعانى حرجًا من طول وجود جحا، لكنه فوجئ بما هو أشد؛ إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يطق المشتري صبراً، وسأله:ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟!
فأجاب جحا بهدوء:سأنام في ظل مسماري!!
وتكرر هذا كثيراً.. وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع المشتري الاستمرار على هذا الوضع، وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!!
العين بصيرة واليد قصيرة
يروى أنّ الأصمعي قصد ذات يوم رجلاً بحاجة ،
لعلمه بكرمه وطيبنفسه، فوجد على بابه حاجباً فمنعه من الدخول عليه، ثم قال والله يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك؛ ولكن لرقة حاله وقصور يده،
فكتب الأصمعي رقعة فيها:
إذاكان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم
ثم قال للحاجب خذ هذهالرقعة وأوصلها إليه، فأخذها الحاجب ودخل عليه وسلمها إليه، فلما قرأها، كتب علىظهرها بيتاً من الشعر:
إذا كان الكريم قليل مال تحجب بالحجاب عنالغريم
وأمر الحاجب بإعادتها إليه مع صرة فيها خمسمائة دينار،
فجاء بهاوسلمها إليه فسر بها وقال في نفسه والله لأتحفن المأمون بهذا الخبر، فتوجه نحو مجلس المأمون وطلب الدخول*** فأذن له بالدخول***،
فسلم عليه وأذن له بالجلوس، فسأل المأمونالأصمعي من أين جئت يا أصمعي؟ قال: من عند رجل من أكرم الأحياء. قال: ومن هو؟
فدفعالأصمعي إليه الرقعة والصرة، فقال المأمون: هذا من بيت مالي، ولا بد لي من الرجل،فقال الأصمعي: إنّي أستحي أن أروعه، فقد أحسن إليّ، فأمر المأمون أحد رجاله بإحضارالرجل، فلما حضر الرجل بين يدي المأمون، قال له: أما أنت الذي بالأمس شكوت رقةالحال، فدفعنا لك هذه الصرة لتصلح بها حالك، فقصدك الأصمعي ببيت واحد من الشعرفدفعتها إليه؟!
قال نعم يا أمير المؤمنين والله ما كذبت فيما شكوت من رقة الحال،لكن استحيت من الله تعالى أن أعيد قاصدي، فقال المأمون لله أنت فما ولدت العرب أكرممنك، فبالغ في إكرامه وجعله من جملة ندمائه، وقد ذهب قول الحاجب مثلاً وقد طورتالعامة المثل فأصبح بصيغته الحالية (العين بصيرة واليد قصيرة )وصار يضرب في الشخصالكريم النفس بطبعه،ولكنه لضعف حاله قد تعذر عليه العطاء والكرم.
عذر أقبح من ذنب
طلب احد الملوك العرب القدامى من نديم له ان يضرب له مثلا عن عذريكون أقبح من الذنب . ومرّ يومان دعا الملك نديمه الى الصعود وراءه ، وفي منتصف الدرج المؤدي الى الطابق الاعلى قرص النديم فخذ الملك . فصاح الملك : ما هذا ؟ فركع النديم وقال : " عفوك يا مولاي ، فقد شردت افكاري وظننت انك الملكة " فغضب الملك لوقاحة نديمه الذي قال له : " هذا يا مولاي العذر الاقبح من الذنب "
على اهلها جنت براقش
براقش هذه اسم كلبة رافقت قوما كانوا فارين من اعدائهم .. وفيما هم يسيرون ليلا نبحت الكلبة فسمع العدو نباحها واتجهوا نحو مصدر النباح فإذا بهم امام الفارين ففتكوا بهم فقيل في ذلك : على اهلها جنت براقش .
كف عدس " الي ميعرفش يقول عدس "
راقب شاب منزلا لدى مغادرة الزوج له تاركا زوجته وحدها .. فدخل الشاب المنزل وهمّبالاعتداء على الزوجة التي صرخت مستغيثة . ولسؤ حظ الشاب كان اول من لبّى نداءالاستغاثة الزوج الذي استلّ خنجره لقتل الشاب الذي هرب بسرعة ولمح على مدخل المنزل طبقا عليه كمية من العدس فأخذ ملء كفه منه وتابع هربه والزوج يلحق به . واجتمعالجيران وأوقفوا الشاب فقال لهم : انظروا هذا البخيل _ بقصد الزوج _ اخذت ملء كفي عدسا من طبق امام منزله ويريد قتلي بسبب ذلك . وعزّ على الزوج ان يقول الحقيقة فقال : من يعرف يعرف ومن لا يعرف يقول كف عدس .