الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الميــــهــــــــى


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  صحف ومجلات خليجية  البوابة 2  
هجرة القلوب 09K99441

 

 هجرة القلوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mohammed Ali
عضو الماسي
عضو الماسي




هجرة القلوب Empty
مُساهمةموضوع: هجرة القلوب   هجرة القلوب Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 27, 2010 12:13 pm

عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)). رواه البخاري ومسلم.

في مطلع كل عام قمري يحتفل المسلمون بهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وحق للمسلمين أن يحتفلوا بها، فقد كانت حدثا عظيما في الإسلام، وموطنًا لكثير من العبر والذكريات التي ينبغي أن يحرص المسلمون عليها.

لقد حولت هذه الهجرة حال المسلمين، فبعد أن كان المسلمون في قلة وضعف، وكانت قريش تضيّق عليهم، وتقعد لهم كل مرصد، وَتَضِيقُ بهم ذرعا، ولا تطيق عليهم صبرا، أصبحوا في قوة ومنعة، وعزة وطمأنينة، وصارت لهم دولة، ائتمرت قريش بالدعوة، وأرادت أن تتخلص منها في شخص صاحبها "محمد" -صلى الله عليه وسلم- فأطلعه الله على ما ائتمرت به، وأوحى إليه بالهجرة، فخرج مع صاحبه أبي بكر بلا جيش ولا عدة، والأعداء من كل جانب يتربصون به ويترقبونه.

كانت القوة المادية والطغيان الغاشم في جانب، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعه الحق في جانب، فآزره الله وأعزه ونَصَرَه، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا.

والعبرة في هذه الهجرة أن المسلم متى آمن بالحق عن يقين واقتناع، وثبت على المبدأ، وضحى في سبيله بالمال والأهل وما ملكته يداه كان النصر حليفه، وفاز بسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. [سورة الروم: 47].
والإسلام دين القلوب والنوايا الصادقة المخلصة، لا دين المظاهر الكاذبة، والعناوين الخادعة، والأقوال البراقة.
وإذا كانت هجرة بعض الناس لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، ليس فيها اتجاه إلى الله، ولا نية ابتغاء وجهه فهجرته إلى ما هاجر إليه.
أما المؤمن الصادق فهجرته تكون خالصة لله وحده يبتغي بها مرضاة الله ورسوله، صفت بها نفسه، واطمأن لها قلبه، وتمحضت هجرته لوجه الله الكريم،
ومن كان كذلك فهجرته إلى الله ورسوله، يتولاه الله برعايته، ويمده بإحسانه وتوفيقه، وتتنزل عليه السكينة، ويؤيده الله بجنود لا تُرى، ويعيش سعيدا موفقا للخيرات معانا عليها.

قال ابن عباس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة فأمره الله بالهجرة وأنزل عليه {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}. [سورة الإسراء: 80].
قال قتادة: أخرجه الله من مكة إلى المدينة مخرج صدق.
ويقول أنس: "شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم دخل المدينة، فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة علينا".
وكانت نتيجة الهجرة إعزازا لدين الله ونصرا لرسوله، ودخول الناس في دين الله أفواجا.
وقد حدثنا الرواة عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها "أم قيس" فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها، فكنا نسميه "مهاجر أم قيس".
ومن الناس من يؤدون العبادة تظاهرا، ويفعلون ما يفعلون؛ ليظهروا أمام الناس بمظهر المؤمنين العاملين، ولهذا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات))، فمن كان الله قصده فله ما قصد، ومن كان الناس قصده فله ما قصد، ومن كانت الدنيا قصده فله ما قصد.

والمؤمن يعيش حياته في هجرة إلى الله ورسوله، يهاجر إلى الله بعلمه، ويهاجر إلى الله بعمله في كل وجه من وجوه الخير، بل إن عبادته كلها على اختلاف أنواعها هي أعمال تتسم بالهجرة إلى الله، والإنابة إليه، والاتّصال به، فهو مهاجر إلى الله في كل ميادين الحياة.

والجهاد في ميادين الحياة، والنية الخالصة لوجه الله يسدّان مكان الهجرة في الأجر، والهجرة من بلد الشرك إلى بلد الطاعة، والهجرة لصالح الإسلام والمسلمين، والهجرة لملاقاة العدو هجرة لا تنقطع، ولا ينقطع أجرها، وستبقى إلى قيام الساعة.

يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد)). رواه أحمد.
وعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت، طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل)).

قال صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)) رواه أحمد والنسائي.
لا هجرة بين مكة والمدينة بعد الفتح، لكن جهاد ونية يسدان مكان الهجرة في الأجر.
لقد ارتبطت الهجرة بالجهاد ارتباطا وثيقا فالذين هاجروا من مكة إلى المدينة، تركوا ديارهم وأموالهم، وبقيت ديارهم بمكة خالية تضربها الرياح ثم جاهدوا مع رسول الله وعرضوا أنفسهم للهلاك، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من كان ينتظر.
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر هربا ولا ضعفا، وإنما هو أمر الله الذي قضى أن تكون الهجرة بداية مرحلة جهاد ومواجهة، وإن كان الإيذاء سببا من أسبابها قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}. [ سورة البقرة: 218].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}. [سورة الأنفال: 74].
وإنما وصل المهاجرون إلى هذه المنزلة؛ لأنهم هاجروا وجاهدوا، كما أن الأنصار بلغوا منزلة عظيمة؛ لأنهم آووا ونصروا.
ولئن كانت الهجرة قد فاز بها الأولون، ولم يعد بعد الفتح هجرة، فإن المسلم مأمور بالهجرة الروحية، والاتصال بالله في كل أحواله والفرار إليه في كل زمان ومكان، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}. [سورة الذاريات: 50].
والفرار إلى الله انتصار حتى ولو انتهى بالموت أو القتل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. [سورة الحج: 58].
والمبادئ مهما كانت كريمة فهي لا تنتصر وحدها، بل لا بد لها لكي تنتصر من جهاد مرير، وكفاح شاق، وعمل منظم، وتدبير محكم.
والمسلمون اليوم في حاجة إلى هجرة القلوب، والعمل الجاد، والتضحية في سبيل الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. [سورة العنكبوت: 69].

والله الموفق
=================================================
الموضوع: هجرة القلوب. للشيخ محمد صابر البرديسي
مصدرها: مجلة الأزهر: الجزء الأول، السنة السادسة والخمسون. المحرم 1404هـ ، أكتوبر 1983م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هجرة القلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور مشرقة للمهاجرين الأولين-هجرة عمر
» صور مشرقة للمهاجرين الأولين-هجرة علي
» صور مشرقة للمهاجرين الأولين-هجرة أم سلمة
» أنواع القلوب
» القلوب الخضراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الميــــهــــــــى :: أســلاميــات :: ثقافة اسلامية-
انتقل الى: