معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين في كثير من زوايا الاعجاز .. و في القرآن اعجاز لا يتنبه إليه العقل إلا بعد أن ينشط و يكتشف المستور عنه من حقائق الكون و أسراره .. حينئذ يتبين أن للقرآن وجوه إعجاز أخرى أو جديدة تزيد في معنى الإعجاز .. أو تعطى أبعادا جديدة لما يقال .. بل أن اعجاز القرآن موجود أحيانا في حرف .. حرف من القرآن يحمل اعجازا رهيبا .. و تلك حقيقة سنتناولها بالتفصيل في الفصول القادمة .. و لكن الذي يجب أن نعرفه الأن .. أن للقرآن عطاء لكل جيل يختلف عن عطائه للجيل السابق .. ذلك أن للقرآن للعالمين .. أي الدنيا كلها .. لا يقتصر على أمة بعينها .. و إنما هو الدين الكامل لكل البشر .. و من هنا فإنه يجب أن يكون له عطاء لكل جيل .. و إلا لو فرغ القرآن عطائه الأعجازي في قرن من الزمان مثلا لاستقبل القرون الآخرى بلا عطاء .. و بذلك يكون قد جمد .. و القرآن متجدد لا يجمد أبدا .. سخى يعطي دائما .. قادر على العطاء لكل جيل بما يختلف عن الجيل الذي قبله .. و بنفس الآية .. أي أن هناك آيات من القرآن تعطينا الآن عمقا جديدا في معناها .. ذلك العمق لم يكن أحد يصل إليه بالفهم الدقيق في أول وقت نزول القرآن ..