السؤال الذي شغل بال المستشرقين .. و كل من يريد أن يحارب هذا الدين .. هو الإدعاء بأن هناك تناقضا في القرآن الكريم .. و لو بذل هؤلاء الناس لفهم القرآن الكريم نفس الجهد الذي بذلوه في محاولة إظهار ما أسموه بالتناقض في القرآن الكريم لاستطاعوا أن يصلوا إلى عظمة القرآن .. و إلى معجزة القرآن و إلى الدقة البالغة في كلام الله سبحانه و تعالى ..
و لكن المستشرقين يحاولون أن يأخذوا من المعجزة .. أهم ما فيها و هو إنها كلام الله سبحانه و تعالى .. و في محاولاتهم هذه يلجأون إلى إظهار ما يسمونه " التناقضات" .. أو يطلقون عليه إسم "الأشياء المتناقضة" في القرآن الكريم .. و أساس هذا الاتجاه هو أن المعجزة و هي كلام الله سبحانه و تعالى .. و أن الله سبحانه و تعالى منزه عن الخطأ .. منزه عن النسيان .. منزه عن كل ما في البشر من تناقض .. و بالتالي فإن وجود أي تناقض و لو كان ظاهريا في القرآن الكريم يساعدهم على هدم المعجزة .. و على الادعاء على هذا الكلام هو قول رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و ليس منزلا من عند الله ..
و لكن الاعجاز القرآني .. الذي هو موجود في كل حرف من القرآن .. إنما يظهر أمامهم بهذه الصورة ليجعلهم شهداء على المعجزة .. و ليجعلهم و هم يحاولون أن يحاربوا هذا الدين .. و أن يشوهوا هذا الكتاب الكريم يبينون معجزاته .. و يظهرون ما خفى منها .. إذ أنهم يثيرون مما يزعمونه أشياء تجعل العقل البشري ينشط في محاولة للرد عليهم .. و بالتالي فإنه في بحثه في القرآن الكريم تتبين المعجزة .. و يتبين أن هذا الكلام هو كلام الله سبحانه و تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..
و لنبدأ الحديث من أوله .. ماذا قال المستشرقون .. قالوا .. كلام بشر .. هل هو كلام بشر فعلا ؟ .. تعالوا نناقش ما أثاروه قضية قضية .. و إن كان هذا يحتاج إلى كتاب مستقل ..