ثم تمضي الآية الكريمة بعد ذلك فتقول:(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ).. أي أن الله سبحانه و تعالى يريد زيادة في إدخال الإيمان و الإطمئنان إلى قلب من يعبده فيقول له و لا تحسب انني لا أعرف ما يحدث و ما يدبر لك فإنني أعلم ما بين إيديهم, أي ما يظهرونه, و ما خلفهم, أي ما يسترونه أو يخفونه.. لأنني مطلع على الأعمال و على النوايا و على ما تخفي الصدور.. و لذلك لا تخش أن يفوتني شئ.. أو يخفي علي أي من خلقي حتى ما يدور في صدورهم.. و لا يبوحون به لأحد.. و قول الله سبحانه و تعالى( يعلم السر و أخفى) معناه أن الله سبحانه و تعالى يعلم السر.. ما هو السر.. شئ مشترك بين اثنين.. أي شئ اعتزمت أن أقوم به و أسررت به لأحد من أصدقائي أو أقاربي.. ذلك أن السر, أي ما يسر به لغيره.. أي ما يقوله فيما بينهما سرا.. و ما أخفى أي ما يخفيه في صدره و لا يبوح به لأحد.. أي أن يبقى هذه الأمر في صدره.. و لا يخرج إلى لسانه أبدا.. و بقاؤه في صدره دون أن يسر به لأحد لا يجعله خافيا على الله سبحانه و تعالى.. و لكن الله مطلع عليه إذا كان هذا هو الحال.. فمم تخاف.. و إذا كان الله يعلم كل شئ فما الذي يفزعك.. و إذا كان الله لا ينام فلماذا تخشى أنت النوم أو يذهب النوم عن عينيك؟