إذن فالقرآن عندما نزل كان له أكثر من معجزة.. تحدى العرب في بلاغتهم.. ثم مزق حواجب الغيب الثلاثة.. مزق حجاب الزمن الماضي.. و روى لنا بالتفصيل تاريخ الرسل و حوادث من سبقنا من الأمم.. و تحدى فيها.. ثم مزق حجاب المكان و روى لنا ما يدور داخل نفوس الكفار و الذين يحاربون الإسلام و ما يبيتونه للمسلمين.. روى لنا ما يدور داخل نفوسهم.. و لم تنطق به شفاهم.. و لم يجروء واحدا منهم أن يكذب القرآن و يقول لم تهمس نفسي بهذا.. ثم مزق حجاب المستقبل القريب.. و تنبأ بأحداث ستقع بعد شهور.. و بأحداث ستقع بعد شهور.. و بأحداث ستقع بعد سنوات.. و تحدى.. و حدث كل ما أنبأ به القرآن..
ثم بعد ذلك مزق القرآن حجاب المستقبل البعيد.. ليعطي الأجيال القادمة من إعجازه ما يجعلهم يصدقون القرآن و يسجدون لقائله و هو الله.. و لكن القرآن نزل في زمن لو أن هذه المعجزات المستقبلية جاءت تفصيلية لكفر عدد من المؤمنين و انصرف آخرون.. ذلك أن الكلام كان فوق طاقة العقول في ذلك الوقت.. و من هنا و حتى لا يخرج المؤمن عن إيمانه.. و يستمر الإعجاز.. جاء القرآن بنهايات النظريات.. بقمة نواميس الكون.. إذا تليت على المؤمنين في ذلك الوقت.. مرت عليهم.. و لم ينتبهوا إلى مدلولها الحقيقي العلمي.. و إذا تليت بعد ذلك على الأجيال القادمة عرفوا ما فيها من إعجاز.. و قالوا إن هذا كلام لا يمكن أن يقوله شخص عاش منذ آلاف السنين.. إذن فلابد أن هذا القرآن حق من عند الله.. و أن قائله هو الله الخالق..