اشترك فيه الشيخان, و قامت الأقدار بدورها في هذا الإشتراك: فقد أخذ الجلال المحلى يعد تفسيرا له, مبتدئا من أول سورة الكهف حتى انتهى من سورة الناس, ثم بدأ في النصف الأول, ففسر سورة الفاتحة إلا أن الأجل وافاه بعد تمامها, و صار التفسير محتاجا إلى من يكمله, فقام الشيخ السوطي بذلك.
و لم يتحدث المحلى عن عمله في تفسيره أو عن منهجه فيه, و إنما تحدث السيوطي, فأشار في مقدمة تفسيره إلى أنه سيقوم فيه بذكر ما يفهم به كلام الله تعالى مع الإعتماد على أرجخ الأقوال, و إعراب ما يحتاج إليه, و التنبيه على القراءات المختلفة المشهورة على وجه لطيف و تعبير و جيز, و ترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية.
و أوضح الإمام السيوطي في هذه الكلمات الحاجة إلى النوع الوجيز من التفسير, و إفتقار العالم الإسلامي إليه, حيث أن جمهور الناس و عامتهم لا يتجهون عادة إلى البسط العلمي المتشعب في تفسير القرآن, و قد لا يستفيد الكثيرون من هذه البسط, و قد يتوهون بين رحاب التفاسير الكبيرة التي لا يحتاج إليها المتخصصون.
و برغم الإختصاؤ المركز, و سهولة التناول فإنه اشتمل على مثير من الفنون المتصلة بمجال القرآن الكريم: من الروايات المأثورة, و الإعراب, و القراءات, و الأقوال الصحيحة المعبرة في ثقة عن الموضوع.
و لم يستغرق تفسير الجزء الذي أعده السيوطي- و هو النصف الأول و قتا كثيرا.. لقد أتمه في أربعين يوما. و تحدث في ختامه عما بذله الشيخ من مجهود.