في اليابان كثير من النبلاء والاغنياء يتباهون بأن زوجاتهم او بناتهم من فتيات الغيشا، ودعونا نسلط الضوء على صفات بعض فتيات الغيشا اللواتي جعلن الاثرياء وغيرهم يتزاحمون للاقتران بهن:
ــ بعد ان يعود الزوج من عمله اول ما تقوم به بعد خلع حذائه وملابسه تكون قد جهزت له الحمام الساخن، وهي التي تقوم على تدليكه واستحمامه بنفس رضية وروح حلوة، حتى اذا رأت انها قد بعثت فيه القوة والحيوية والنشوة الروحية تنتقل بطفلها الكبير المدلل الى مائدة الطعام، فتقدم له الشراب وتطعمه اللقمات وفيها كل ما هو خفيف على المعدة ومشجع على الاستسلام للسعادة قبل الاستسلام للنوم العميق.
وفي الصباح تصحو قبله لتعد له الحمام او تهيئ الطعام وتعيد الكرة تحميماً وتدليكاً وتقدم لقما، حتى اذا ما شبع ونشط غادر البيت وهو من أهنأ الناس بالاً واسعدهم حالاً.
ــ مثال المرأة الكاملة النادرة الوجود (والكمال لله وحده).
ــ مصدر السعادة الابدية (الحياة الزوجية) والنشوة الروحية.
ــ امرأة تذوب رقة ولطفاً وحناناً من غير تصنع.
ــ تعرف كيف تقوم وكيف تقعد وكيف تمشي.
ــ تحبك حتى الموت وتعنى بك عنايتها بطفلها الوحيد.
ــ تجوع فتطعمك، وتظمأ فترويك، وتغضب فتسترضيك، وتخون فتقول لك: الله يسامحك، ولكن نادراً ما يخون الرجل في اليابان مع فتاة الغيشا، لانها تسد منافذ الخيانة لا بالضغط والاكراه والرقابة المشددة بل بالعطاء الذكي والخبرة التامة في طبائع الرجال.
والعطاء والخبرة هما محصول الدرس النظري الطويل في معاهد الغيشا، هذا الدرس الذي يعلم الفتاة ان سلطان المرأة على الرجل يكمن في انوثتها ومظاهر ضعفها، ويكمن كذلك في مناعتها واحتفاظها بشخصيتها كامرأة يحبها الرجل ويحترمها قبل ان يشتهيها.
ويوم تفقد المرأة هذه الشخصية تفقد كل شيء حتى ولو ظل يشتهيها الوف الرجال الذين هم من صنف الذئاب؟
وفتاة الغيشا نادرا ما تخسر معركة «الزواج» او تقلص من عمر الحياة الزوجية بالافتراق وغيره، ومن هنا كان الاعتقاد عندهم بأن وراء عظمة الشعب الياباني تقف المرأة اليابانية بصورة عامة، وفتاة الغيشا بصورة خاصة. انتهى ما نقلته من بعض وصف سعيد فريحة لفتاة الغيشا مع التصرف في بعض ما وصف والزيادة عليه.
وعندما استعرض اقوال رسولنا ثم بعض الشرح عليها واعرج على وصف مختصر لفتيات الغيشا، واطلب من المرأة عندنا ان تنتبه الى بيتها وزوجها وتركز جديا على الحياة الزوجية حتى لو مرت عليها سنوات من اهمال الجانب الآخر، وهو تفلت واهمال وفساد البعض من الرجال تجاه بيوتهم، ولكني اردت من مقالتي هذه تذكير الازواج خاصة وغيرهم عامة بقدسية الحياة الزوجية والعمل على صيانتها ورعايتها، ولا سيما عماد البيت ورأسه، وهو الزوجة التي تستطيع ان تهدمه بلحظات وتعمره ابد الدهر، لهذا خصصت بحديث نبينا اول المقالة، وتعرف المرأة اليوم ان هناك دراسات ودورات خاصة للمرأة في كيفية ادارة الحياة الزوجية والتركيز فيها على الحياة الجنسية لان تعلمها واتقانها من اساسياتها ولا حياء في الدين، فالمرأة في عصر الاسلام تسأل رسولنا حتى عما يجري في فراش الزوجية، فالحياة الزوجية لا يصلح لها حياء المرأة الذي يضيع الرجل ويطيره من عشه ولا قلة الحياء التي يستبدلها بغيرها فلا افراط ولا تفريط، والله المستعان.