كان سفيان ينشد:
إن امرأ يصفو له عيشه لغافل عما تـجن القبور
نحن بنو الأرض وسكانـها منها خلقنا وإليها نصير
والعلة الثانية: أن المؤمن لا يزيد عمره إلا خيرًا، فمن سعادته أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة إليه والتوبة من ذنوبه السالفة والاجتهاد في العمل الصالح؛ فإذا تـمنى الموت فقد تـمنى انقطاع عمله الصالح، فلا ينبغي له ذلك. وروى إبراهيم الحربي من رواية ابن لـهيعة، عن ابن الـهاد، عن ابن المطلب، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل» وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب».
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتمنين أحدكم الموت، ولا يَدعُ به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا».
وفي مسند الإمام أحمد: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إلا أن يكون قد وثق بعمله؛ فإنه إن مات أحدكم انقطع عنه عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا».
وفيه عن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع العباس وهو يشتكي يتمنى الموت، فقال: «لا تتمنَّ الـموت، فإنك إن كنت محسنًا تزداد إحسانًا إلى إحسانك وإن كنت مسيئًا؛ فإن تؤخر تستعتِبُ من إساءتك خير لك».
وفيه أيضًا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء وقال: يا ليتني مت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا سعدُ! إن كنت خلقتَ للجنة، فما طال من عمرك وحسن من عملك، فهو خير لك».
وفي المعنى أحاديث أخر كثيرة، وكلها تدل على النهي عن تـمني الموت بكل حال، وأن طول عمر المؤمن خير له؛ فإنه يزداد فيه خيرًا، وهذا قد قيل: إنه يدخل فيه تـمنيه للشوق إلى لقاء الله وفيه نظر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد تـمناه في تلك الحال واختلف السالكون أيـما أفضل، من تـمنى الـموت شوقًا إلى لقاء الله أو من تـمنى الحياة رغبةً في طاعة الله أو من فوَّض الأمر إلى الله ورضي باختياره له، ولم يختر لنفسه شيئًا واستدل طائفة من الصحابة على تفضيل الموت على الحياة، بقول الله عز وجل: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ}[آل عمران: 198].
ولكن الأحاديث الصحيحة تدل على أن عمر المؤمن كلما طال؛ ازداد بذلك ما له عند الله من الخير، فلا ينبغي له أن يتمنى انقطاع ذلك؛ اللهم إلا أن يخشى الفتنة على دينه؛ فإنه إذا خشي الفتنة على دينه فقد خشي أن يفوته ما عند الله من الخير ويتبدل ذلك بالشر- عياذًا بالله من ذلك- والـموت خير من الحياة على هذه الحال.
قال ميمون بن مهران: لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات، يعني أن التائب يـمحو بالتوبة ما سلف من السيئات، والعامل يجتهد في علو الدرجات ومن عداهما فهو خاسر؛ كما قال تعالى: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[سورة العصر]، فأقسم الله تعالى أن كل إنسان خاسر إلا من اتصف بـهذه الأوصاف الأربعة: الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر على الحق؛ فهذه السورة ميزان للأعمال يزين المؤمن بـها نفسه؛ فيبين له بـها ربحه من خسرانه، ولـهذا قال الشافعي رضي الله عنه: «لو فكر الناس كلهم فيها لكفتهم».
رأى بعض الـمتقدمين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال له: أوصنـي، فقال له: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه شرًّا من أمسه فهو ملعون، ومن لم يتفقد الزيادة في عمله فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالـموت خير له، قال بعضهم: كان الصدِّيقون يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالـهم بالأمس؛ يشير إلى أنـهم كانوا لا يرضون كل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير، ويستحيون من فقد ذلك ويعدونه خسرانًا كما قيل:
أليس من الخسران أن لياليًا تـمرُّ بلا نفع وتحسب من عمري
فالمؤمن القائم بشروط الإيـمان لا يزداد بطول عمره إلا خيرًا، ومن كان كذلك فالحياة خير له من الموت؛ وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر» خرجه مسلم. وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله، قيل: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله».
وفي المسند وغيره: أن نفرًا من بني عذرة ثلاثة، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فكانوا عند طلحة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثًا، فخرج فيهم أحدهم فاستشهد، ثم بعث بعثًا آخر فخرج منهم فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه، قال طلحة: فرأيتهم في الجنة، فرأيت الـميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد آخرًا يليه، ورأيت الذي استشهد أولـهم آخرهم؛ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: وما أنكرت من ذلك! ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتـهليله».
وفي رواية قال: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى، قال: وصلى كذا وكذا سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال: فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض»، قيل لبعض السلف: طاب الـموت! قال: لا تفعل لساعة تعيش فيها تستغفر الله خير لك من موت الدهر. وقيل لشيخ كبير منهم: تحب الموت؟ قال: لا قيل: ولم؟ قال: ذهب الشباب وشره وجاء الكبر وخيره؛ فإذا قمت قلت: بسم الله وإذا قعدت قلت: الحمد لله؛ فأنا أحب أن يبقى لي هذا.
وقيل لشيخ آخر منهم: ما بقي مـما تحبُّ له الحياة؟ قال: البكاء على الذنوب. ولـهذا كان السلف الصالح يتأسفون عند موتـهم على انقطاع أعمالـهم عنهم بالـموت.
وبكى معاذ عند موته وقال: إنـما أبكي على ظمأ الـهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عِندَ حلق الذكر. وبكى عبد الرحمن بن الأسود عند موته وقال: وا أسفاه على الصوم والصلاة ولم يزل يتلو القرآن، حتى مات وبكى يزيد الرقاشي عند موته وقال: أبكي على ما يفوتني من قيام الليل وصيام النهار ثم بكى، وقال: من يصلي لك يا يزيد بعدك، ومن يصوم ومن يتقرب لك بالأعمال الصالحة، ومن يتوب لك من الذنوب السالفة، وجزع بعضهم عند موته وقال: إنـما أبكي على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم ويذكر الذاكرون ولست فيهم فذلك الذي أبكاني.
تحمل أصحابي ولم يجدوا وجدي** وللناس أشجان ولي شجن وحدي
أحبكم ما دمت حيًّا فإن أمت **فوا أسفى ممن يحبكم بعدي
في الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «ما من ميت مات إلا ندم؛ إن كان محسنًا ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون استعتب» إذا كان المحسن يندم على ترك الزيادة، فكيف يكون حال المسيء؟
رأى بعض المتقدمين في الـمنام قائلا يقول له:
يا خد إنك إن توسد لينًا** وسدت بعد الموت صم الجندل
فاعمل لنفسك في حياتك** صالحًًا فلتندمن غدًا إذا لم تفعل
ورأى آخر في المنام قائلا يقول له:
إن كنت لا ترتاب أنك ميت** ولست لبعد الـموت ما أنت تعمل
فعمرك ما يفنى وأنت مفرط **واسـمك في الـموتى معد محصل
رؤي بعض الموتى في الـمنام، فقال: ما عندنا أكثر من الندامة ولا عندكم أكثر من الغفلة. وجد على قبر مكتوب:
ندمت على ما كان مني ندامة **ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
ألم تعلم أن الحساب أمامكم **وأن وراءكم طالبًا ليس يسأم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم **ستلقون ربًّا عادلا ليس يظلم
فليس لـمغرور بدنياه راحة سيندم** إن زلت له النعل فاعلموا
الـموتى في قبورهم يتحسرون على زيادة في أعمالـهم، بتسبيحة وبركعة ومنهم من يسأل الرجعة إلى الدنيا لذلك فلا يقدرون على ذلك؛ قد حيل بينهم وبين العمل، غلقت منهم الرهون.
ورؤي بعضهم في المنام فقال: قدمنا على أمر عظيم، نعلم ولا نعمل وأنتم تعملون ولا تعلمون والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا، أحب إليه من الدنيا وما فيها.
قال بعض السلف: كل يوم يعيش فيه الـمؤمن غنيمة، وقال بعضهم: بقية عمر الـمؤمن لا قيمة له؛ يعني أنه يـمكنه أن يـمحو فيه ما سلف منه من الذنوب بالتوبة، وأن يجتهد فيه في بلوغ الدرجات العالية بالعمل الصالح؛ فأما من فرط في بقية عمره فإنه خاسر؛ فإن ازداد فيه من الذنوب فذلك هو الخسران المبين، الأعمال بالخواتيم، من أصلح فيما بقي، غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بـما بقي وما مضى.
يا بائعَ عمره مطيعًا أمله** في معصية الله كفعل الجهله
إن ساومك الجهل بباقيه** فقل باقي عمر المؤمن لا قيمة له
ما مضى من العمر وإن طالت أوقاته، فقد ذهب لذاته وبقيت تبعاته وكأنه لم يكن إذا جاء الـموت وميقاته، قال الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ* مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ* ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ}[الشعراء : 205- 207]، تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال: إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم، وفي هذا المعنى ما أنشده أبو العتاهية للرشيد حين بنى قصره واستدعى إليه ندماءه، ثم قال له ما تقول فيما نحن؟ فأنشده هذه الأبيات:
عش ما بدا لك سالـما **في ظل شاهقة القصور
يسعى عليك بـما اشتهيـ **ـت لدى الرواح وفي البكور
فإذا النفوس تقعقعت في** ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنًا ما **كنت إلا في غرور
وفي صحيح البخاري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعذر الله إلى من بلَّغه ستين من عمره». وفي الترمذي «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك» وفي رواية: «حصاد أمتي من بلغ الخمسين فقد تنصف المائة فماذا ينتظر؟»
لـهفي على خمسين عامًا** قد مضت كانت أمامي ثم خَلفتُهَا
لو كان عمر مائة هدَّني **تذكري أني تنصَّفتها
في بعض الكتب السالفة: إن لله مناديًا ينادي كل يوم: أبناء الخمسين؛ زرع دنا حصاده، أبناء الستين هلموا إلى الحساب، أبناء السبعين ماذا قدمتم؟! وماذا أخرتم؟! أبناء الثمانين لا عذر لكم! ليت الخلق لم يخلقوا، وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا؟ وتجالسوا بينهم فتذاكروا ما عملوا، ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم.
وقال وهب: إن لله مناديًا ينادي في السماء الرابعة كل صباح: أبناء الأربعين زرع دنا حصاده، أبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا أخرتم؟! أبناء الستين لا عذر لكم، وفي حديث: «إن الله تعالى يقول للحفظة ارفقوا بالعبد ما دامت حداثته؛ فإذا بلغ الأربعين حقِّقا وتحفَّظا»، فكان بعض رواته يبكي عند روايته ويقول: حين كبرت السن ورق العظم وقع التحفظ.
قال مسروق: إذا أتتك الأربعون فخذ حذرك. وقال النخعي: كان يقال لصاحب الأربعين احتفظ بنفسك وكان كثير من السلف إذا بلغ الأربعين تفرغ للعبادة.
وقال عمر بن عبد العزيز: تـمت حجة الله على ابن الأربعين، فمات لـها ورأى في منامه قائلا يقول له:
إذا ما أتتك الأربعون فعندها **فاخش الإله وكن للموت حذَّارا
يا أبناء العشرين كم مات من أقرانكم! وتخلفتم يا أبناء الثلاثين أصبتم بالشباب على قرب من العهد، فما تأسفتم يا أبناء الأربعين، ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم! يا أبناء الخمسين تنصفتم المائة وما أنصفتم! يا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون لقد أسرفتم.
وإذا تكامل للفتى من عمره** خمسون وهو التقى لا يجنح
عكفت عليه المخزيات فما له **متأخر عنها ولا متزحزح
وإذا رأى الشيطان غرة وجهه **حيا وقال فديت من لا يفلح
قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل.
وإن امرأً قد سار ستين حجة إلى منهل من ورده لقريب
يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه؛ إنـما تفرح بنقص عمرك، قال أبو الدرداء والحسن رضي الله عنهما: إنـما أنت أيام؛ كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
وأنشد بعضهم:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل **يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الـموت مجتهدًا **فإنـما الربح والخسران في العمل
قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا؛ من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تـهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وحياته إلى موته؟
نجد سرورًا بالهلال إذا بدا **وما هو إلا السيف للحتف ينتضى
إذا قيل تم الشهر فهو كناية **وترجمة عن شطر عمر قد انقضى
قال الحسن: الـموت معقود **بنواصيكم والدنيا تطوى من ورائكم.
نسير إلى الآجال في كل **لحظة وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من** التقى فعمرك أيام وهن قلائل
قال بعض الحكماء: من كانت الليالي والأيام مطاياه سارتا به وإن لم يسر.
وما هذه الأيام إلا مراحل **يحث بـها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنـها **منازل تطوى والمسافر قاعد
قال بعض الحكماء: قد اعتورك الليل والنهار؛ يدفعك الليل إلى النهار، ويدفعك النهار إلى الليل، حتى يأتيك الموت.
أيا ويح نفسي من نـهار يقودها إلى عسكر الموتى وليل يذودها
يا من كلما طال عمره زاد ذنبه، يا من كلما ابيضَّ شعره، بـمرور الأيام اسوَّد بالآثام قلبه.
شيخ كبير له ذنوب **تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي **وسودت قلبه الخطايا
يا من تـمر عليه سنة بعد سنة، وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة، يا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بـحر الخطايا فعام، يا من يشاهد الآيات والعبر؛ كلما توالت عليه الأعوام والشهور ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بـما يسمع ولا بـما يرى من عظائم الأمور، ما الحيلة فيمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور: {[color=blue]فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج :46]، {[color=blue]وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}[النور:40].
خليلي كم من ميت قد حضرته** ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليالي قد أرتني عجائبا** لـهن وأيام خلت وشهور
وكم من سنين قد طوتني كثيرة** وكم من أمور قد جرت وأمور
ومن لم يزده السِّنُّ ما عاش عِبـْرةً** فذاك الذي لا يستنير بنور