فالمسألة يقينا كما قال الله.. و إذا كنا نريد إعجازا أكثر.. فلننظر ماذا قال القرآن في علم الأجنة.. علم تكوين الجنين في بطن أمه و قد تناولت هذه المسألة في فصل سابق.. و لكني أعود فأقول.. هل تناول أحد هذه المسألة قبل القرآن أو عصر القرآن.. أو بعده بفترة.. أبدا.. أول من تحدث عنها هو القرآن.. و أعطاني ما و غائب عني.. لأن خلقي هو غيب.. فكون الله سبحانه و تعالى يأتي في قرآنه و يعطيني مراحل تكوين الجنين.. فهذه آية من آيات عظمته و قدرته و علمه.. يقول الله في أطوار الجنين:
( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)) سورة المؤمنين
علم الأجنة ما عرفه الناس إلا حديثا.. و القرآن كما قلت كلام متعبد بتلاوته.. لا تبديل فيه و لا تغيير.. أي أن القضية التي يذكرها ستظل كما هي إلى آخر الدنيا.. فعندما يأتي القرآن و يخبر بهذا فكأنه يتحدى العلم و العلماء.. إلى يوم القيامة.. يقول لهم هذا هو تكوين الجنين في بطن أمه.. و أنا أذكره لكم و أذكر مراحله بتفصيل لم يشهده أحد من البشر حتى ساعة نزول هذا القرآن.. و لا حتى بعد نزوله بمئات السنين.. و لكني أسجله لتعلموا عندما أعططيكم من العلم ما تستطيعون به معرفة أطوار الجنين.. لتعلموا أن القائل هو الخالق.. لأنه لا يمكن لأحد أن يقول هذا الكلام.. و أن يتحدى بصحته على مر العصور.. و أن يخترق الحجب ليروي شيئا لم تكن البشرية تعرفه أو تعلم به.. إلا أن يكون ذلك هو الله.. و إلا فكيف يأمن أي إنسان.. أي بشر مهما بلغ من العلم.. كيف يأمن أنه بعد عشرات السنين.. أو مئات السنين.. لن يأتي من يناقض هذا الحديث.. و ما يثبت عد صحته..
فإذا لم يكن الحديث هنا عن الله.. و إذا لم يكن عن يقين كامل.. فكأن القرآن قد أعطى وسيلة هدمه.. كان يكفي أن يقول إنسان أن القرآن يقول هذا عن أطوار الجنين.. و قد أثبت التقدم العلمي أنه غير صحيح.. كان يكفي أن يقال هذا ليهدم قضية الدين من أساسه.. و يكون القرآن قد أعطى للكقار أقوى سلاح يهدمونه به.. فالذي كشف علم الأجنة متأكد تماما أن ما يقوله هو الحق.. و ن تطور العلم مهما جاء فإنه لن يأتي ليناقض هذا الكلام.. و لقد أثبتت أحد البحوث عن الجنين.. صحة ما ذكره القرآن منذ أربعة عشر قرنا.. و لم تختلف عنه.. في أي تفصيل من التفصيلات.. رغم أن هذا كان أمرا غيبيا.. و أمر لم يتحدث عنه إنسان قبل أن يأتي القرآن.. و مع ذلك فقد ذكره القرآن بالتفصيل.. و حدد أطواره و جاء العلم بعد ذلك ليثبت هذه الحقيقة.. إذن فلابد أن قائل القرآن هو الله.. لأن الذي يعلم يقينا هو الله وحده..