و من هنا تجد تحت هذه العبارة(سبحان الله) و (ليس كمثله شئ).. أننا نستطيع أن نصل إلى مدلول أشياء كثيرة.. فأنت مثلا لا تستطيع أن تتصور إلا ما تراه.. و عندما يخبرك الله سبحانه و تعالى عن أشياء لا تراها تضعها تحت عنوان( سبحان الله) و (ليس كمثله شئ).. لأنه شتان بين رؤياك و رؤيا الله سبحانه و تعالى.. مثلا سبحان الذي أسرى بعبده.. من الذي أسرى.. الله سبحانه و تعالى.. أسرى به إلى المسجد الأقصى.. لا تأتي لي في هذه الحالة بقوانين الزمان.. و قوانين المكان التي تنطبق عليك أنت.. و التي تستطيع أن تراها و تتصورها.. ثم تحاول أن تطبثها على فعل من أفعال الله.. لماذا.. لأن الله ليس كمثله شئ.. و من هنا فإن هذه القوانين التي تحكمك لا تحكمه.. و الزمان و المكان اللذان تخضع لهما لا وجود لكليهما عند الله سبحانه و تعالى.. لأنه ليس كمثله شئ.. الذي أسرى بمحمد-صلى الله عليه و سلم-هنا هو الله سيحانه و تعالى.. و لذلك حين قال بعض الناس أيستطيع محمد أن يذهب إلى بيت المقدس.. و يصعد إلى السماء.. و يعود في ليلة واحدة.. نقول أن محمدا عليه الصلاة و السلام لم يدع ذلك.. و أنما أسري به.. و الذي أسري به هو الله سبحانه و تعالى.. و الله ليس كمثله شئ.. و من هنا فإن قوانين الزمان و المكان.. و قوانين الدنيا كلها.. و القوة و القدرة إلى آخر كل ما يتصوره البشر لا ينطبق على الإسراء.. لأن الله هو الفاعل.. ( و الله ليس كمثله شئ).
و إذا كان كل شئ يأتي بالتشابه .. فإن الذي يأتي من الله سبحانه و تعالى (ليس كمثله شئ).. و لذلك عندما نقول(سبحان الله و ليس كمثله شئ).. فإننا نعلو به سبحانه و تعالى علوا كبيرا عن كل شئ يأتي بالتشابه.. إذن كل ما نطق به الله سبحانه و تعالى خذه على أنه له.. أما عن كيفيته فلا أحد يستطيع أن يصل إليه.. لماذا؟ لأنه ليس كمثله شئ