حوّاس وصفها بـ«التخاريف» و«التجارب الورقية»
القاهرة: «الشرق الأوسط»
رفضت مصر على لسان الدكتور زاهي حوّاس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، نظرية البروفسور الفرنسي جوزيف دافيدوفيتس مدير معهد جيو بوليمير التي يزعم فيها أن الأهرام بنيت أساساً من الطين وليس من الأحجار كما يعتقد علماء الآثار. فقد أعلن حوّاس رفضه هذه النظرية، التي وصفها في تصريحات صحافية أمس بأنها «تخاريف» «محض تجارب ورقية» لا تستند إلى أسس علمية، وخاصة أن هناك يقيناً بالأدلة لدى كل علماء الآثار أن الأهرام بُنيت من الأحجار وجلبت من هضبة الجيزة التي لا تبعد عن موقعها أكثر من نحو 600 قدم.
وتقوم النظرية الجديدة التي يقترحها البروفسور الفرنسي على أن الطين ومواد أخرى أخذت من تربة نهر النيل، ووضعت معاً في قوالب حجرية محكمة، ثم سخّنت لدرجة حرارة عالية، مما أدى إلى تفاعل هذه المواد وتشكيلها حجارة تشبه الحجارة الناتجة عن البراكين أو تلك التي تشكلت قبل ملايين السنين. ورأى العالم الفرنسي أن الحجارة التي بنيت منها الأهرام من الكلس والطين والماء، لأن التحاليل باستخدام تقنية «النانو» أثبتت وجود كميات من الماء في هذه الحجارة ومثل هذه الكميات غير موجودة في الأحجار الطبيعية. في المقابل، أوضح حوّاس أن علماء الجيولوجيا أثبتوا أن هضبة الأهرام هي جزء من هضبة المقطّم التي تتكون من ثلاث هضاب: العليا والوسطى والسفلى، وتابع أن العليا أقواها ومن أحجارها بنيت الأهرام. واستطرد أن قاعدة الهرم ذاته مصنوعة من الأحجار الصخرية، فكيف يمكن لجسم الهرم وقمته أن يصنعا من الأحجار الطينية؟! أما دافيدوفيتس فيقول أن تناسق البنية الداخلية للأحجار، يؤكد أنه من غير المعقول أن تكون قد جلبت ثم نحتت بهذا الشكل، وبالتالي فإن الاحتمال الأكثر واقعية هو أن المصريين القدماء صبوا الطين في قوالب فجاءت أشكال الأحجار متناسقة تماماً مثلما تصبّ اليوم الأدوات البلاستيكية في قوالب، فتأتي جميع القطع متساوية في الحجم ومتشابهة تماماً من حيث الشكل. هذا، واستعمل الباحث الفرنسي المجهر الإلكتروني لتحليل عينات من حجارة الأهرام، وكانت النتيجة التي حصل عليها أقرب للنظرية التي توصل إليها إذ ظهرت له بلّورات الكوارتز (المرو) المتشكلة نتيجة تسخين الطين. ورأى أن الطريقة التي كان يستخدمها الفراعنة في الأبنية العالية مثل الأهرام، كانت تعتمد على سكك خشبية تلتف حول الهرم بطريقة حلزونية وتصعد إلى أعلى. ومن ثم استنتج أن الفراعنة جلبوا التراب الكلسي المتوافر بكثرة في منطقتهم ومزجوه بالتراب العادي وأضافوا إليه الماء وشووه فوق النار لدرجة حرارة بحدود 900 درجة مئوية، مما أكسبه صلابة وشكلاً يشبه الصخور الطبيعية. وأشار العالم الفرنسي إلى أن كل عامل كان يحمل وعاء فيه شيء من الطين يملأ القالب به، ثم تأتي عملية الشواء على النار حتى يتشكل الحجر، ويستقر في مكانه، وبهذه الطريقة يضمن العامل انعدام الفراغات بين الحجر والآخر.
[/center][/size][/color]