و لكن الدعوة الإسلامية كانت تحمل في طياتها من القيمة الذاتية ما يفرضها و يكتب لها الانتشار و السيادة.
إنها تمتاز عن النصرانية المنتشرة إذ ذاك – بنظام اقتصادي خلت منه الأنانية ، و بمنطق عقلي لا يوجد فيما كان مأثوراً حينئذ من كلام السيد المسيح عليه السلام ، ثم هي تصحيح للمسيحية التي كانت موجودة إذ ذاك محرفة ، كما سنرى فيما بعد.
و هي تمتاز عما كان موجوداً ، إذ ذاك من اليهودية بما فيها من بساطة ، و نضرة ، و تنزيه لله و رسله و أنبيائه ، لا يوجد ما يماثلهم في العهد القديم.
ثم هي رجوع باليهودية إلى الحق قبل أن يحرفها ذوو أهلها.
و هي هداية للحنفاء إلى دين إبراهيم الذي يتطلعون إليه.
ثم هي معصومة و ليست رأياً يجوز بالبحث أن يكون وهماً من الأوهام.
و هي بعد كل ذلك نظام كامل للحياة الإنسانية : فيها العقيدة ، و فيها التشريع ، و فيها الأخلاق ، إنها ترضي العقل و ترضي الوجدان.
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول صحف ومجلات خليجية البوابة 2 
الخميس أكتوبر 13, 2011 6:30 am