القرآن و معتقدات العرب-2
------------------------------
أما عجل بني إسرايل فقد كان له خوار ، ثم إنه : (ألا يرجع إليهم قولاً ، ولا يملك لهم ضراً و لا نفعاً) (1).
و مع ذلك اتخذوه إلها ، يقول تعالى:
(واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ، ألم يروا أنه لا يكلمهم و لا يهديهم سبيلاً اتخذوه وكانوا ظالمين) (2).
و لم يقتصر القرآن - في تصحيح فكرة الألوهية في العالم – على الرد على عبدة الأصنام أو الكواكب ، إذ كان هناك عبدة فرعون ، و عبدة الجن ، و عبدة الملائكة.
وقد ذكر القرآن كل هؤلاء ، وهم جميعاً ينطبق عليهم ما ينطبق على الذي حاج إبراهيم في ربه فليس في استطاعتهم ان يغيروا مجرى سير الكواكب الذي رسمه الله لها منذ أن وجد العالم:
(ألم ترى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ؟ إذ قال إبراهيم: ربي الذي يحي و يميت ، قال أنا أحي و أميت. قال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر. و الله لا يهدي القوم الظالمين) (3).
وليس في استطاعتهم ، مجتمعين أن:
(لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب ) (4).
فإذا كانوا قد عجزوا على أن يغيروا سنة واحدة من سنن الله الكونية ، و عجزوا على أن يخلقوا ذبابة ، بل يعجزون على أن يستنقذوا منها ما استلبته منهم .. إذا كانوا قد عجزوا عن ذلك فليسوا بآلهة ، لأن من خصائص الإله المقدرة العامة الشاملة.
___________________
(1) سورة طه آية: 89.
(2) سورة الأعراف آية: 148.
(3) سورة البقرة آية: 258.
(4) سورة الحج آية: 73.