و يسبق البعث و يعقبه أمور تحدث عنها القرآن في كثير من الآيات و وصفها في روعة أخاذه: إنها تصف يوم القيامة ، و تتحدث عن الحساب و الميزان و تصف حالة المؤمنين و الكافرين و تصور النار في صورتها البشعة الكريهة ، و الجنة في روحها و ريحانها و صورها و رياضها الفيحاء ، و سنكتفي من كل ذلك بآيات من آخر سورة الزمر:
( وما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون . و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جئ بالنبيين و الشهداء و قضي يبنهم بالحق و هم لا يظلمون . و وفيت كل نفس ما عملت و هو أعلم بما يفعلون . وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم و ينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى و لكن حقت كلمة العذاب على الكافرين . قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين . و سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين . و قالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين . و ترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و قضي بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين) (1).
__________
(1) سورة الزمر آيات: 67 – 75.