1- يقول الله تعالى:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ، خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)
(والسابقون) مبتدأ ، (الأولون) صفة لهم (من المهاجرين) تبيين لهم وهم الذين وصلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدراً ، أو بيعة الرضوان (والأنصار) عطف على المهاجرين ، أي ومن الأنصار ، وهم أهل بيعة العقبة الأولى ، وكانوا سبعة نفر ، وأهل العقبة (الثانية) وكانوا سبعين (والذين اتبعوهم بإحسان) من المهاجرين والأنصار ، فكانوا سائر الصحابة ، وقيل: هم الذين اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة والخبر (رضي الله عنهم) بأعمالهم الحسنة (ورضوا عنه) بما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية (وأعد لهم) عطف على رضى (جنات تجري تحتها الأنهار) من تحتها مكى (خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم).
2- يقول الله تعالى:
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) التوبة آية 128 ، 129.
"لقد جاءكم رسول" محمد عليه السلام (من أنفسكم) من جنسكم ، ومن نسبكم عربي قرشي مثلكم (عزيز عليه ما عنتم) شديد عليه شاق – لكونه بعضاً منكم – عنتكم لقاؤكم المكروه ، فهو يخاف عليكم (حريص عليكم) على إيمانكم (بالمؤمنين) منكم ومن غيركم (رءوف رحيم) قيل: لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإن تولوا) فإن أعرضوا عن الإيمان بك وناصبوك (فقل حسبي الله) فاستعن بالله وفوض إليه أمورك ، فهو كافيك وناصرك عليهم (لا إله إلا هو عليه توكلت) فوضت أمري إليه (وهو رب العرش) هو أعظم خلق الله ، خلق مطافاً لأهل السماء ، وقبلة للدعاء (العظيم) بالجر وقرئ بالرفع على نعت الرب عز وجل ، وعن أبى آخر آياته نزلت (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) الآية.