عندما يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن معجزة من المعجزات التي يؤيد بها أنبياءه.. أو عن عالم الملائكة و الجن الذي لا نراه.. فنحن نعرف أن هذه حقائق.. لأن الله سبحانه و تعالى قادر.. و قدرته لا تقارن بالدنيا كلها.. عالم و علمه لا يصل إلى ذرة من ذراته علم البشر.. و من هنا فهو يخلق ما نرى.. و يخلق ما لا نرى.. و يخلق ما لا نراه الآن.. و قد نراه في المستقبل.. و لكن الله سبحانه و تعالى كما قلت لطيف بعباده.. و من هنا فإنه يضع في الكون آيات تقرب إلى العقل البشري.. ذلك الذي يعجز عنه هذا العقل.. و تجعلخ قرييبا من تصوره.. و هو بذلك يريد الإطمئنان إلى قلوبنا.. و أن يعطينا الإيمان و اليقين بحيث نستطيع أن نجابه المضلين.. و أن نرد عليهم.. و الإنسان المؤمن دائما في قلبه سكينة.. و في قلبه أمل.. ذلك أنه مؤمن بقدرة الله التي هي بلا حدود.. و يؤمن بأن الله الذي كتب على نفسه نصر المؤمنين.. و كتب على نفسه انجاء المؤمنين.. و كتب على نفسه أن يدافع عن الذين آمنوا.. تلك القدرة الهائلة.. قادرة على حمايته.. و على دفع الضر عنه.. و لو كانت أسباب الدنيا كلها ضده..
و لكن كما يجادل بعض الناس في الروح.. يأتي واحد منهم و يقول ما هذا عن عالم الجن و الملائكة.. أنا لا أصدق إلا ما نراه.. و يجادل.. و يجادل.. إلى آخلا هذا الكلام.. فإذا قلت له هل شهدت الخلق.. هل شهدت خلق الجن و الملائكة.. يرد عليه أنه و أنت أيضا لم تشهده.. و هنا ترد عليه بأن الله سبحانه و تعالى و قد وضع لنا في هذا الكون الدليل على أن ما فوق قدرة العقل.. و ما فوق قدرة البصر.. و ما فوق قدرة السمع موجود في هذا العالم منذ خلق الله الأرض و من عليها.. و أنما هو خرج من علم القادر.. و هو الله سبحانه و تعالى إلى علم غير القادر و هو الإنسان.. ليدل على أن ما هو فوق قدرة العقل موجود.. و ما هو فوق قدرة البصر موجود..و ما هو فوق قدرة السمع موجود.. و لناقش هذه المسائل الثلاث..
ما هو فوق قدرة العقل موجود منذ الأزل.. و إن كان قد أصبح في قدرة العقل خلال السنوات الأخيرة.. فإن يطير الإنسان في الهواء مثلا بطائرة.. كان فوق قدرة العقل في الماضي.. بحيث أنك إذا قلت منذ مائة سنة مثلا.. إنك ركبت طائرة.. و طرت في الهواء.. لأتهمك الناس بالجنون أو الكفر.. و لقتلوك.. و لو قلت انك تحدثت في آخر الدنيا فسمعك ملايين البشر في وقت واحد.. لو قلت هذا منذ مائة سنة فقط لما صدقك أحد.. ذلك إن هذا فوق قدرة العقل البشري.. و لكنك الآن تذهب إلى أي مطار فتركب الطائرة.. و تطير في الهواء.. و تتحدث في الإذاعة فتسمعك الدنيا من أقصاها إلى أقصاها.. كيف حدث ذلك.. هل اخترع الإنسان غلافا جويا جديدا للأرض يمكنه ن الطير.. هل دار حول الدنيا ليضع موجات الآثير.. لا هذه و لا ذاك طبعا.. إنما الغلاف الجوي كما هو منذ خلق الله الأرض و من عليها...
و موجات الآثير كما خلقها الله سبحانه و تعالى منذ بداية الكون.. و لكن الذي حدث أن الله أدخل الإنتفاع بهذه الأشياء مما هو فوق قدرة العقل البشري إلى علم البشر..أي أن هذه الأشياء خرجت من علم القادر إلى علم غر القادر بكلمة كن.. فاستطاع الإنسان أن يطير في الفضاء.. و أن يتحدث فتسمعه الدنيا كلها إلى آخر ما حققه و سيحققه العلم بقدرة الله.. و هذه دليل قاطع على أن ما فوق قدرة العقل البشري موجود.. و أن العقل البشري ليس هو الحد الأعلى للعلم والمعرفة.. في هذه الأرض.. و أنه كلما تقدم الزمن أعطى الله سبحانه و تعالى علما كان فوق قدرة اليشر.. أعطاه للقدرات البشرية.. حتى يستطيع الإنسان أن يصل إليه.. و حتى يؤمن الإنسان أن ما فوق قدرة العق موجود.. و حقيقة واقعة.. و أنه يمكن أن يجهلها..