ماذا قدم العلم للبشرية.. تعالوا نناقش ذلك من واقع التجربة العلمية.. أن أساس الحياة البشرية من خلق الله سبحانه و تعالى لم يتغير.. و لم يتبدل..و لا يستطيع العلم أن يجد له بديلا.. و إنما العلم بقدم الرفاهية للبشر.. أي أنه يجعل الحياة أكثر سهولة.. و أكثر نعومة.. و لكنه لا يعطينا مقومات الحياة.. بل أن الله سبحانه و تعالى علما منه بظلم الإنسان للإنسان.. جعل مقومات الحياة في يده.. و ما أعطاه منها ليد البشر.. أعطاه بشكل لا يجعل الإنسان قادرا على اهلاك الإنسان باستخدام أسباب الخلق..
و لنشرح هذه النقطة قليلا.. مقومات الحياة من كرة أرضية.. و شموس.. و نظام كوني لا دخل للإنسان فيه.. و لا يستطيع الإنسان بعلمه أن يتدخل ليخلق كرة أرضية جديدة.. أو شمسا جديدة.. أو نجوما جديدة.. أو سماوات جديدة.. إلى آخر هذه.. هذه خلق الله.. و العلم إذا استطاع أن يكتشف الآيات فيه.. يكون قد تقدم تقدما هائلا.. و لكنه لن يستطيع أن يخلق شيئا فيه.. أو يبدله.. أو يغيره.. و إذا كنا نتحدث الآن.. و نحن في عصر العلم.. فتلك حقيقة هامة.. لا يستطيع أحد الجدال فيها..
نأتي بعد ذلك إلى مقومات الحياة على الأرض.. الهواء.. و الماء.. و الطعام.. لوازم ثلاثة لحياة الإنسان على الأرض.. الإنسان بطبعه لا يستطيع العيش بدون الهواء أكثر من دقيقة أو دقائق.. ولذلك أخرج الله الهواء من قدرة البشر على التحكم في البشر.. فالله شاء أن يكون الهواء مباحا للناس جميعا.. لا يسنطيع واحد أن يمنعه عن مجموعة من الناس فتهلك.. بل إنه أخضع الهواء لعدله.. فكان متساويا بين الناس جميعا.. فقيرهم و غنيهم.. و عظيمهم و حقيرهم و ذلك الذي لا يملك من أسباب الدنيا شيئا.. فهم جميعا يتنفسون بنفس السهولة.. و نفس الطريقة دون أي عناء.. يصلهم الهواء إلى حيث هم.. و أينما كانوا.. في حجرات مغلقة.. أو في الطريق.. أو في السيارة.. أو في أي مكان في العالم..فإ الهواء يصلهم سهلا.. ميسرا.. متاحا للجميع.. و هذه عدل الله سبحانه و تعالى.. و لا دخل لبشر فيه.
نأتي بعد ذلك إلى الماء.. و هو ما يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه يوما..أو عدة أيام.. نجد أن القدرة على اخنزان الماء قليلة.. و القدرة على منع الماء عن البشر قليلة و محدودة و إن كانت لها إمكانيات.. و هنا بتدخل ظلم الإنسان.. ولكن بقدر محدود جدا.. نظرا لأهمية الماء للحياة.. البشرية..
ثم نأتي بعد ذلك للطعام.. فنجد أن قدرة الإنسان على أخنزانه و منعه .. أكبر.. و لكن أحتمال الإنسان لعدم تناول الطعام أكثر.. و من ثم فإن الإنسان بستطيع أن يتحمل عدة أيام بجون طعام.. و لكنه في نفس الوقت يستطيع الإنسان أن يحصل على ما يقيم أوده.. أو يبقي الحياة في جسده بسهولة.. نظرا لآن الكمية لتي يحتاج لها الجسم البشري من الطعام قليلة نسبيا.. فهي كما قال رسول الله-صلى الله عليه و سلم- لقيمات يقمن أوده أو كمية محدودة من الطعام.. و كلما زاد اقبال الإنسان على الطعام فسد جسده و اعتلت صحته..
هذه هي مقومات الحياة الثلاثة.. شئ لا يستغني عنه الإنسان و لا يستطيع الحياة بدونه أبدا.. و هو الهواء.. نافذ فيه عدل الله.. ليحصل كل إنسان على حاجته بلا عناء.. و شئ يستطيع الإنسان أن يستغني عنه يوما و هو الماء.. متوافر للناس.. و شئ ثالث و هو الطعام تحكم البشر فيه أكثر.. و لكن إحتمال الإنسان للعيش بدونه أكبر و هنا ترى عدالة السماء في توزيع مقومات الحياة..
أدعو الله أن يوفقنا إلى سواء السبيل.. و يهدينا إلى صراطه المستقيم..