سورة يوسف
=======
قسم السورة إلى ستة أقسام:
1- الرؤيا.
2- إيذاء إخوة يوسف له.
3- قصته في بيت العزيز.
4- سجن يوسف عليه السلام.
5-تنظيمه لخزائن مصر.
6- خاتمة السورة و حكمها و عجائبها. و في هذه الخاتمة ذكر الآيات من قوله تعالى(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ) (1) إلى آخر السورة..
التفسير اللفظي:
-------------------
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ): السرير الذي كان بجلس عليه يوسف. و الرفع التقل إلى أعلى.
(وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً): أي يعقوب و أمه و إخوته, و قيل خالته لموت أمه. و كانت تحية القوم إذ ذالك السجود و هو الإنحناء و التواضع.
(وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ): التي رأيتها في أيام الصبا. قد جعلها
ربي حقا:صدقا.
(وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ): و أعرض عن ذكر الجب لئلا يكون تثريبا عليهم.
(وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ): من البادية, لأنهم كانوا أصحاب مواش ينتقلون بها إلى المياه و المناجع.
(مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ): أي أفسد بيننا و أغرى. يقال: نزغ الرائض الدابة إذ نخسها و حملها على الجري.
(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ): لطيف التدبير, فلا صعب إلا و له تدبير ينفذ فيه مشيئته.
(إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ): بوجوه المصالح و التدبير.
(ٱلْحَكِيمُ): الذي يفعل كل شئ في وقته.
يقال: إن يوسف طاف بأبيه في خزانه, فلما أدخله خزانة القراطيس(2) قال: يابني ما أعقلك! عندك هذه القراطيس و ما كتبت إلي! قال: أمرني جبريل, قال: أو ما تسأله؟ قال: أنت أبسط مني إليه فاسأله. فقال جبريل: الله أمرني بذلك لقولك (و أخاف أن يأكله الذئب), قال(3): فهلا خفتني!
فبالأحرى نحلل آيات الأرض و السماء, و نستجلي فوائدها, و نستخرج حكمها.
و هكذا نفذ بفكرة و منهجه في شتى ألوان العلوم, و استغرق ذلك ست عشرة صحيفة من القطع الكبير و بالخط الصغير.
و أظن أن السامع أخذ الآن فكرة عن المنهج الذي اتبعه الشيخ, و هو منهج يطوي في التفسير كل ما أمكن للشيخ معرفته في جميع مجالات العلم.
و نقده من أجل ذلك كثير من الناس و مدحه من أجل ذلك كثير من الناس.
و الذي لا شك فيه هو أن الشيخ بذل كل ما يستطيع في تفسير القرآن بنية صادقة و عزيمة أحبت أن ترضي الله و رسوله, فجزاه الله خير الجزاء, و أجزل مثوبته, و تقبل عمله.
----------------------------------------------------------------
1-سورة يوسف آية 100
2- الورق.
3- أي الله تعالى