يقول الأستاذ الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله تعالى):"الرغبة في تكفير الناس، وانتقاص أقدارهم، وترويج التهم حولهم، مرض نفسي بالغ الخبث، وأصحابه يتناولهم بلا ريبٍ الوعيد الإلهي:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آم نوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"(النور :19)
والتصاق هؤلاء المرضى بالإسلام، أو تصدرهم في ميدانه لا يغني عنهم شيئًا، فإنهم في الحقيقة غرباء عليه، أو عقبات أمامه، أو غبش في مرآته.
محمد-صلى الله عليه و سلم-رقيق رحيم، وهؤلاء غلاظ قساة.
محمد-صلى الله عليه و سلم- يحض على ستر العيوب، ويأخذ بأ يدي العاثرين لينهضوا من كبوتهم، وهؤلاء يكشفون العيوب، أو يختلقونها إن لم توجد، ثم ينتصبون - باسم الله- قضاة يقطعون الرقاب، ويستبيحون الحقوق.
لقد آذاني أن أجد في مجال الدعوة فتانين من هذا النوع الهابط، اتخذوا الإسلام ستارًا لشهوات هائلة، ولو وقعت أزِمة الأمور بأيديهم لأهلكوا الحرث والنسل.وقد سيطر الجهل والغرور على هذا النفر من المتدينين.
لقد رأينا كثيرًا ممن يتصدون لتكفير الناس قد غابت عنهم مبادئ هامة،
فوقعوا فيما وقعوا فيه، وبعض هذه المبادئ بديهي، ولكن لما لوحظ غيابها فقد. رأيت ضرورة الإشارة إليها، و فيما يلي أهم القواعد التي ينبغي التنبيه إليها(1)
============================================
1-ظاهرة الغلو في الدين للدكتور محمد عبد الحكيم ص261-266