تفاوت البدع
=========
لقد ذم الإسلام البدع السيئة، وردها على صاحبها. " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"(1) فينبغي للمرء أن يكون وقافًا عند شرع الله فلا يزيد ولا ينقص .. غير أن بعض الناس قد وقعوا في البدعة لغلبة أهوائهم، وسيطرة الشبهات عليهم.. فاستحقوا بذلك الذم.
غير أنهم متفاوتون في الإثم لتفاوت البدع.
يقول الإمام الشاطبي : (الباب السادس ) في أحكام البدع، وأنها ليست على رتبة واحدة .. فاقتضى النظر انقسام البدع إلى قسمين فمنها بدعة محرمة، ومنها بدعة مكروهة.
وذلك أنها داخلة تحت جنس المنهيات, لا تعدو الكراهة والتحريم . فالبدع كذلك، هذا وجه.
ووجه ثان : أن البدع إذا تؤمل معقولها وجدت رتبها متفاوتة، فمنها ما هو كفر صراح: " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا " الأنعام: 13
ومنها ما هو من المعاصي التي ليست بكفر أو يختَلف هل هي كفر أم لا؟ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة ومن أشبههم من الفرق الضالة. ومنها: ما هو معصية - ويتفق عليها - ليست بكفر كبدعة التبتل، والصيام قائمًا في الشمس.. ومنها: ما هو مكروه . « …
فقبل إصدار أي حكم ينبغي النظر إلى البدعة، ووزنها بميزان الشرع لمعرفة رتبتها. وكذلك ينبغي التفرقة بين الداعية إلى بدعته والمبتدع الجاهل المقلد غير الداعية، فلا يستوي الأول والثاني
==========================
1-مسلم ( 1718 ) عن عائشة رضى الله عنها