Mohammed Ali عضو الماسي
| موضوع: قضية المرأة في الإسلام السبت أبريل 24, 2010 6:27 am | |
| لم تعرف الأمة الاسلامية في تاريخها مايسمي بـ قضية المرأة لا من ناحية خصائصها ووظائفها التي أقامها الله تعالي فيها,ولا من ناحية علاقتها بالرجل في أنهما معا أساس قيام الأسرة الصالحة, ونواة بناء المجتمع الرشيد, ولا من ناحية حقها في إبداء الرأي في شئون الأمة أو المشاركة الاجتماعية والسياسية فيها.
هذا ما أكدته النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة وشهد به واقع المسلمين عبر التاريخ, سواء في أوج مجد الأمة أم في زمن ضعفها, بصرف النظر عن بعض وقائع الأعيان التي لا يخلو منها زمان أو مكان, أو التي فرضتها بعض العادات والتقاليد غير السديدة في المجتمعات الإسلامية, شأنها في ذلك شأن مايحدث من تجاوزات في أي مجتمع في عصرنا الحاضر. وقد ظهرت قضية المرأة في مجتمعاتنا حين أريد للمفاهيم الغربية الحديثة أن تنقل إلينا مع أنها كانت رد فعل لعصور الظلام التي عاشتها أوروبا, ونودي بتحرير المرأة وهي أصلا محررة في الإسلام بالمعني الصحيح للحرية.
واللافت للنظر في هذه القضية أنها أختزلت بقصد أو بغير قصد في مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة وأنها قائمة علي التجاذب والصراع بينهما, وبذلك لاينتهي الجدل والتناوش بين ركني المجتمع, مما يؤخر الأمة ويشغلها عن قضاياها الحقيقية التي تقف حجر عثرة في نمائها واستعادة مجدها السابق, ومواكبة سير التقدم الحاضر واللاحق.
والواقع أن الإسلام نظر الي علاقة المرأة بالرجل من جانبين رئيسين, الأول,: وحدة الخلق: فقد بين لنا القرآن نشأة المرأة وأصل خلقتها وأنها كالشيء الواحد هي والرجل فقال سبحانه:
( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)[ النساء:1] وقال تعالي:
( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)[ الأعراف:189] وقال عز وجل: ( هو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون)[ الأنعام:98] الجانب الثاني: المساواة:إذ الأصل أن المرأة والرجل كلاهما مخلوقان مكرمان من جنس واحد فاقتضي ذلك المساواة بينهما في علاقتهما بالله عز وجل, وكذلك في علاقتهما ببعضهما, ومن مظاهر ذلك مع الله تعالي أنه ساوي بينهما في أصل العبودية له وحده, ولم يفضل جنسا علي آخر, بل جعل مقياس التفضيل التقوي والصلاح والإصلاح, وهو مايمكن أن يعبر عنه بالنفع للنفس وللغير, قال تعالي:
( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)[ الحجرات:13] قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" لافضل لعربي علي عجمي, ولا أحمر علي أسود, إلا بالتقوي"[ مسند أحمد411/5] وساوي الشرع أيضا بين الرجل والمرأة في أصل التكاليف الشرعية, وفي الثواب والعقاب علي الامتثال لأوامره والبعد عن نواهيه, سواء في الدنيا أم الآخرة, ففي الجزاء الدنيوي قال تعالي: ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)[ النحل:97]. وفي الجزاء الأخروي, قال سبحانه:
( من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب)[ غافر:40] وقال عز وجل:
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض)[ آل عمران:195]. وفي علاقتهما ببعض ساوي الخالق بينهما في حق الوجود وعدم مصادرة ذلك الحق من أي من الطرفين, ولذلك جرم الله تعالي ماكان يفعله العرب قبل الإسلام من كراهيتهم أن يرزقهم الله بالأنثي, فقال سبحانه:
( وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم. يتواري من القوم من سوء مابشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء مايحكمون)[ النحل:59/58]. وكذلك ساوي الخالق بينهما في أصل الحقوق والواجبات, فقال تعالي:
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)[ البقرة:228] , وقال سبحانه:
( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا)[ النساء:7] وقد جمع النبي صلي الله عليه وسلم تلك المظاهر كلها فقال: " إن النساء شقائق الرجال"[ سنن أبو داود16/1, والترمذي190/1] وإذا لاحظ البعض تميزا لأحد الطرفين سيجد تميزا من نوع آخر للطرف الثاني, تحقيقا لسنة التوازن بين الجنس البشري, فضلا عن مراعاة قيمة المساواة بينهما, وبهذا التوازن وتلك المساواة ينشأ التكامل المنشود بين الرجل والمرأة وتزداد الأواصر بين الأسرة الواحدة التي هي نواة المجتمع وصولا الي بناء الأمة القوية التي تدرك تماما أن المزية بين الجنسين لاتقضي الأفضلية, وأن اختلاف الوظائف والخصائص لايعد انتقاصا لنوع أو تمييزا لآخر.
إن مكانة المرأة في الإسلام لم تقتصر علي كونها أول مؤمنة في الإسلام( السيدة خديجة رضي الله عنها) وأول شهيدة( السيدة سمية رضي الله عنها) وأول مهاجرة( السيدة رقية مع زوجها سيدنا عثمان رضي الله عنهما) بل تعدت مكانتها ذلك عبر العصور, فحكمت المرأة, وتولت القضاء, وجاهدت, وعلمت, وأفتت, وباشرت الحسبة, وشاركت بالرأي, وساهمت في بناء المجتمع, وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين. =================================== بقلم: د. علي جمعة | |
|
الميهى Admin
| موضوع: رد: قضية المرأة في الإسلام السبت أبريل 24, 2010 3:38 pm | |
| | |
|