الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك عزيزى الزائر المرجو منك أن تعرف بنفسك
وتدخل المنتدى معنا ان لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لأنشائة
الميــــهــــــــى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الميــــهــــــــى


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  صحف ومجلات خليجية  البوابة 2  
التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1 09K99441

 

 التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mohammed Ali
عضو الماسي
عضو الماسي




التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1 Empty
مُساهمةموضوع: التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1   التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 9:45 am

فى إطار تحليلنا لشفرة التراث نحاول أن نلقي الضوء على عنصر التصورات الكلية التي كانت تحكم عقلية الكاتبين للتراث الإسلامي بصفة عامة. هذه التصورات الكلية تبدأ عندهم بتصورهم للوجود. والإسلام يقر الحقيقة الأساسية؛ وهي أن الإنسان والكون والحياة مخلوقة لخالق، ويقر حقيقة أخرى وهي أن هذه الحياة والكون إلى فناء؛ ستقوم الساعة فيفنى البشر، ثم هناك بعد ذلك يوم القيامة الذي يحاسب فيه الناس، وإما أن يعاقبوا أو أن يُثابوا. ويفترق الفكر الإسلامي عن أفكار غيره من البشر بهذا الإقرار المبدئي بأن الإنسان مخلوق، وأنه مردود بعد ذلك لله سبحانه وتعالى وراجع إليه للحساب والعقاب أو الثواب.

الفلسفات الغربية الآن تنحِّي هذا الجانب، وهو جانب مهم كان يكوِّن البنية الفكرية لكاتبي هذا التراث. لقد كان موقفهم من قضايا الوجود له تصوراته واصطلاحاته التي ينبغي الوقوف عليها.

لقد عرضنا – فى موضوعات أخرى - المعالم العامة لنظرة هؤلاء السالفين للوجود والحياة والإنسان، وتبين أن هذه الثلاث عندهم هي مكوَّنات مربوبة من لدن حكيم قدير, حي قيوم. لقد تصوروا الوجود بأحكام عقلية بين واجب الوجود (بذاته وهو الله تعالى، أو بغيره كآثار رحمته التي تتوجب عن صفته الحسنى اللازمة: الرحمن) وممكن الوجود (وهو ما يرد عليه الوجود ويرد عليه العدم، كسائر المخلوقات) والمستحيل (وهو المحال وجوده كاجتماع النقيضين أو كإيلاج الجمل في سم الخياط)، وأن الممكن منه موجود (كالطائر ذي الجناحين) ومنه معدوم (كالطائر ذي الأجنحة الخمسة).

وأن الموجود منه متحيز ومنه غير متحيز: الأول هو العين والجوهر، أو الشيء الذي له حيز، وغير المتحيز هو العَرَض وهو تسعة أنواع، وله أحكام سبعة. وكل ذلك سبق التعرض له بما يغني عن التكرار، لكن كيف أثَّر هذا التصور الكلي الشامل في كل العلوم التي خلَّفها منتِجو التراث الإسلامي, وكيف انبثقت من هذا التصور الكلي بعض التصورات الأخرى التي يجب أن نستوعبها ونفهمها؟
من التصورات المولَّدة عن هذه الرؤية الكلية يمكن الإشارة أولاً إلى قضية القوة والفعل: ما هو بالقوة؟ وما هو بالفعل. وتمثيل ذلك "السكين قاطعة".

قلنا -من قبل- إن من أحكام العَرَض أنه لا يكمُن، فهل يكون كذبًا أن أقول إن السكين قاطعة في الوقت الذي لا أستخدمها فيه؟ ما الفرق بين السكين وهي على المنضدة، وبين السكين وهي تقوم بعملية القطع؟ قالوا هنا: إن ثَـمَّ ما يسمى "بالقوة"، وهناك ما يسمى "بالفعل"؛ أي إنهم فرقوا في وصف الشيء بين القوة وبين الفعل.

فالسكين أثناء القطع هي قاطعة "بالفعل"؛ لأنها تقوم بهذه الحركة الآن. أما وهي على المنضدة فهي قاطعة بالقوة؛ لأن من شأنها أي من خصائصها -وليس الآن- أن تقطع؛ أن أنها إذا ما استخدمت في القطع قطعت. والفرق هنا يمكن إدراكه وفهمه بسهولة ويسر.
وهذا الأمر؛ أي الفرق بين ما هو بالفعل في حركة الشيء وما هو بالقوة، استعملته أذهان علماء حقول شتى من حقول التراث؛ من المتكلمين والنحويين والفقهاء وغيرهم. ولو أننا فهمنا مثال السكين واستوعبناه لأصبح في عقولنا مَثَلاً يُقاس عليه، ولأصبح من الممكن فهم ما نراه مبثوثًا في النصوص من المعاني التي تشير إلى ذلك التصور، كما سنشير.

القضية الثانية لديهم والمتولدة عن التصور الكلي- هي قضية مراتب الوجود، وهي لديهم أربعة أشرنا إليها من قبل: وجود في الأعيان، ووجود في الأذهان، ووجود على اللسان، ووجود في البنان. هذه المراتب -وإن اختلفت أسماؤها وما أطلق عليها لدى العلماء والتخصصات التراثية المختلفة- إلا أنها كانت تمثل أمرًا مهماً في تصوراتهم وآرائهم وكتاباتهم.

فهناك وجود في الأعيان ويسمونه بـ"الخارج"، وهي كلمة معناها الأشياء الخارجة عن الإنسان، مثل هذا القلم والكرسي والمنضدة والبيت؛ لأن الإنسان عنده قدرة أن يُغْمِض عينيه ويتصور كل هذا في ذهنه. فيكون لدينا وجودان للشيء: وجود خارجي يُسمى "ما في الأعيان": الخارج، ووجود داخلي يُسمى "ما في الأذهان". وأصبحت كلمة الخارج مصطلحًا عامًا يستخدم بسهولة، ويقولون في كلامهم عن هذا الشيء: "وذلك لأنه ليس في الذهن ولكن في الخارج".

استمرت التفرقة لديهم بين ما هو في الأعيان "الخارجي" وما هو في الأذهان "الداخلي" حتى أدخلوا الصياغة اللغوية والفلسفة اللغوية في القضية، فقالوا: إن البشر من خصائصهم اللغة. هذه الألفاظ التي تخرج من الفم تدل على صور في الأذهان مطابقة لواقع في الخارج؛ وعلى ذلك فهناك وجود ثالث؛ هو وجود في اللسان.

فإذا ما تحرك اللسان ونطق بلفظة "قلم" مثلاً ليخرج صوتٌ يهز الهواء ويصل إلى أذن المخاطَب بلفظ "قلم"، فحتى لو كان "القلم" نفسه غائبًا (عدم وجوده في الأعيان) فإن انتقال اللفظة إلى الأذن وسَماع المخاطَب لها يُحدِث في ذهنه صورة ذلك القلم. وهذه هي مهمة اللغة؛ لأننا بدلاً عن إحضار ما نريد التعبير عنه نستعيض عنه وندلل عليه بشفرة؛ بكلامٍ يُحدِث تصورًا في الذهن. فالعلاقة بين لفظة "قلم" وبين القلم بذاته هي علاقة "الدالّ" بـ"المدلول". كلمة "قلم" دالّ، وهذا الشيء الذي هو القلم في ذاته "مدلول".

وهكذا، فإن من تصوراتهم الكلية المولَّدة أيضًا التفرقة بين الدال والمدلول. فمثلاً كلمة "قلم" يمكن كتابتها بطرق شتى، فمثلاً لو كتبتها qalam، فإن الذي يدرك الحرف اللاتيني قد يقرأها –صوتيًا- كما هي: "قلم"، والذي لا يدرك هذا الحرف سيقع في حجاب حتى لو كان يعلم "القلم" ذهنًا وواقعاً؛ لأن هذا مجرد مُعًرِّف أو دالٍّ على الشيء. وبالتالي فالخط المكتوب يقوم مقام الدال، وكذلك اللفظ المنطوق.

وهكذا أصبح لديهم وجود في العيان، ووجود في الأذهان، ووجود على اللسان، ووجود في البنان، والأخيران يُترجِمان عن الأوليْن. وقد لا تجد التعبير عن هذه الوجودات في التراث بشكل مباشر؛ حيث تتفرع العلوم وتتضخم حصيلة هذا التراث. فقد نجد المؤلف التراثي يعبر عن الوجود في البنان بـ"الخط"، وقد يعبر عما في اللسان بـ"اللفظ"، ويعبر عما في الأذهان بـ"العقل" أو "الفكر" أو بـ"الداخلي" أو "ما عند الإنسان"، أو يعبر عما في الأعيان بـ"الخارج". فتختلف العبارات.

ولكن هذه الصياغة الأخيرة التي مارسها العلماء -بعد تراكم تصورهم عبر القرون- أرادوا أن يضيفوا إليها لمسة جمالية بلاغية بديعية يكون فيها نوع سجع وجرس موسيقي، فقالوا: أعيان، أذهان، لسان، بنان، في حين أن الجميع لم يلتزم بذلك؛ لذا فعلينا أن نتجاوز الألفاظ إلى المعاني، وأن ندرك أننا في مراتب متدرجة ومختلفة للوجود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التراث الإسلامى والتصورات الكلية له-1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التراث الإسلامى – آليات فهمه والتعامل معه
» التراث الإسلامى – من آليات فهمه : الفلسفة اللغوية-1
» التراث الإسلامى – من آليات فهمه : الفلسفة اللغوية-2
» التراث الإسلامى – من آليات فهمه : الفلسفة اللغوية-3
» التراث الإسلامى – من آليات فهمه : الفلسفة اللغوية-4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الميــــهــــــــى :: أســلاميــات :: ثقافة اسلامية-
انتقل الى: