أولها: "العلاقة" وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب.
الثانية "الإرادة" وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له.
الثالثة "الصبابة" وهي انصباب القلب إليه. بحيث لا يملكه صاحبه.
الرابعة "الغرام وهو الحب اللازم للقلب" الذي لا يفارقه. بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه.
الخامسة "الوداد" وهو صفو المحبة، وخالصها وُلبها، و "الودود" من أسماء الرب تعالى.
السادسة "الشغف" يقال: ُ شغِف بكذ ا. فهو مشغوف به . وقد شغفه المحبوب . أي وصل حبه إلى شغاف قلبه. كما قالت النسوة عن امرأة العزيز: (شغفها حبًا) [يوسف: ٣٠]
السابعة "العشق" وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه.
الثامنة "التتيم" وهو التعبد، والتذلل . يقال: َتيمه الحب أي َ ذلَّله وعبده . وتيم الله : عبد الله .
وبينه وبين "اليتم"- الذي هو الانفراد -: تناسب في المعنى. فإن "المتيم " المنفرد بحبه وشجوه. كانفراد اليتيم بنفسه عن أبيه، وكل منهما مكسور ذليل . هذا كسره يتم . وهذا كسره تتيم.
التاسعة "التعبد" وهو فوق التتيم . فإن العبد هو الذي قد ملك المحبوب رقَّه فلم يبق له شيء من نفسه ألبته . بل كله عبد لمحبوبه ظاهرًا وباطنًا. وهذا هو حقيقة العبودية . ومن كمل ذلك فقد كمل مرتبتها.
ولما كمل سيد ولد آدم هذه المرتبة : وصفه الله بها في أشرف مقاماته . مقام الإسراء، كقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ) [الإسراء: ١] ومقام الدعوة . كقوله: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) [الجن: ١٩ ] ومقام التحدي كقوله : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا)[البقرة: ٢٣ ] وبذلك استحق التقديم على الخلائق في الدنيا والآخرة.