نأتي بعد ذلك إلى حقائق القرآن .. واساءة تفسيرها بحيث تتصادم مع حقيقة علمية .. بعض العلماء يقولون أن الله سبحانه و تعالى قد قال في كتابه العزيز .. "والأرض مددناها" .. ومعنى المد .. البسط .. أي بسطناها .. ونحن نرى الأرض مبسوطة أمامنا .. فلا تناقض بين القرآن الكريم .. وبين الظاهر الموجود .. ولكن عندما اكتشفت كروية الأرض .. ثار علماء الدين واتهموا كل من يقول أن الأرض كروية بالكفر .. لأنه يخالف في رأيهم القرآن الكريم ..
نقول لهم لقد أسأتم تفسير حقيقة قرآنية .. الله سبحانه و تعالى قد أعطانا الدليل على أن الأرض كروية .. بل أعطانا أكثر من دليل على ذلك في القرآن .. بل أن الله سبحانه و تعالى أخبرنا أنه خلق الأرض على هيئة كرة .. ولنناقش هذا كله ..
لقد قال الله سبحانه و تعالى:
"والأرض مددناها"
.. أي بسطناها .. ولكنه لم يقل سبحانه و تعالى أي أرض مبسوطة .. ومعنى ذلك أنك أينما تنظر إلى الأرض تراها مبسوطة .. إذا كنت في خط الاستواء .. فالأرض أمامك مبسوطة .. فإذا انتقلت إلى القطب الجنوبي .. فالأرض أمامك مبسوطة .. وإذا كنت في القطب الشمالي فالأرض أمامك مبسوطة .. وإذا كنت في أوربا .. أو أمريكا .. أو آسيا .. أو أي قارة من قارات الأرض .. فالأرض أمامك مبسوطة .. الأرض مبسوطة أمام البشر جميعا في كل موقع موجودين فيه .. وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو أن الأرض مسطحة .. أو مربعة أو مثلثة .. أو مسدسة .. أو في أي شكل من الأشكال لوصلنا فيها إلى حافة .. وحيث أنه لا يمكن أن تصل في الأرض إلى حافة فالشكل الوحيد الذي تراه مبسوطا أمامك ولا يمكن أن تصل فيه إلى حافة هو أن تكون الأرض كروية ..
وهكذا أبلغنا القرآن في كلمتين اثنتين "و الأرض مددناها" .. أترى الإعجاز في القرآن الكريم لقد أثبت الله كروية الأرض .. وفي نفس الوقت اختار العبارة التي لا تتصادم مع مفهوم العقل البشري في وقت نزول القرآن .. ولكن في كلمتين اثنتين .. أعطانا الله السر في الأرض .. إعجاز لا يمكن أن يكون قائله بشر .. ولكن الله سبحانه و تعالى أعطانا أيضا في أربع كلمات .. أنه خلق الأرض على هيئة كرة .. أي أنها كانت كذلك ساعة الخلق ..