يذكر الرواة أن عبد المطلب بن هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في نومه قبل ميلاد محمد صلوات الله وسلامه عليه: كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في الشرق وطرف في الغرب، ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها, فقصها فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلذلك سماه محمدًا ...
والرؤيا الصادقة جزء من الوحي وهي شعاع من الحق يتسلط على عقل الإنسان وهو نائم فيكشف له من الرموز والإشارات ما هو غائب عنه في عالم اليقظة, وهي منحة من الله لمن يشاء من عباده، ولا يشترط فيها الإيمان والصلاح فيمكن أن يراها المؤمن والكافر، والبر والفاجر, وقد صدقت رؤيا فرعون في البقرات السمان والبقرات العجاف ووقعت كما أولها يوسف عليه السلام .. فلا مانع إذن من أن تصدق رؤيا عبد المطلب لتكون بشيرًا بما سيتمخض عنه المستقبل القريب في فجر جديد يبشر بميلاد سعيد يكون مشرقًا للخير والبركة على الإنسانية جمعاء.
وقد جرت سنة الله مع أنبيائه ورسله أن يكرمهم بالمعجزات الخارقة قبل أن يبعثهم للناس حتى تتهيأ العقول بعد ذلك لقبول دعوتهم. والمعجزة للنبي هي أمارة الحق وعلامة الصدق والبرهان الناطق بأن النبي إنما يبلغ عن ربه وأنه لا ينطق عن الهوى، وإنما ينطق عن وحي يوحى. وقد يقع بعض هذه المعجزات قبل بعثة النبي لتكون بشائر بالنبوة ومقدمات لها.
--------------------------------------------------------------------
الدكتور محمد الطيب النجار