المؤمن يستر حزنه ببشره، ظاهره يتحرك في الكسب وباطنه ساكن إلى ربه عز وجل ظاهره لعياله وباطنه لربه عز وجل، لا يفشي سره إلى أهله وولده وجاره وجارته ولا إلى أحد من خلق ربه عز وجل يسمع قوله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على أموركم بالكتمان)(1).
ويلك طاعة الله عز وجل بالقلب لا بالقالب . اخلع ثياب الشهوات والرعونات والعجب والنفاق وحبك للقبول عند الخلق وإقبالهم عليك وعطاياهم لك، اخلع ثياب الدنيا والبس ثياب الآخرة انخلع من حولك وقوتك واستطرح بين يدي الحق عز وجل لا حول ولا قوة ولا وقوف مع سبب ولا شرك بشيء من المخلوقات، فإذا فعلت هذا رأيت ألطافه حواليك تأتيك رحمته تجمعك ونعمته ومنته تكسوك وتضمك إليها، اهرب إليه انقطع إليه عريانًا بلا أنت ولا غيرك (عليكم بالموت الخاص قبل الموت العام).
كيف تفسد آخرتك بدنياك؟ كيف تفسد طاعة مولاك عز وجل بطاعة نفسك وهواك وشيطانك والخلق؟ كيف تفسد تقواك بشكواك إلى غيره؟ أما تعلم أن الله عز وجل حافظ للمتقين وناصر لهم وراد عنهم ومعلم لهم ومعرفهم بنفس ه وآخذ بأيديهم وينجيهم من المكاره وناظر إلى قلوبهم ورازقهم من حيث لا يحتسبون؟
قال صلى الله عليه وسلم: ( 2)إذا أغلق العبد أبوابه وأرخى أستاره واختفى من الخلق وخلا بمعاصي الله عز وجل يقول الله عز وجل يا بن آدم جعلتني أهون الناظرين إليك) ( 3)
من فاته باب الحق عز وجل قعد على أبواب الخلق . من ضيع طريق الحق عز وجل وضل عندها قعد على طريق الخلق . من أراد الله به خيرًا أغلق أبواب الخلق في وجهه وقطع عطاءهم عنه حتى يرده بذلك إليه يقيمه من الغدر إلى الشط يقيمه من لا شيء إلى شيء. كن مع الله عز وجل تكن غنيًا عزيزًا أميرًا مؤمرًا دليلا. من استغنى بالله عز وجل احتاج إليه كل شيء.