يقول الله تعالى:
( و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) الأنفال/25
و يقول في عنف عنيف:
( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة ، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون) (1)
روي أن عمر رضي الله عنه قال حين نزلت هذه الآية:
" يا رسول الله ، نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا؟ "
فقال عليه الصلاة و السلام:
" تنهونهن عما نهاكم الله عنه ، و تأمروهن بما أمركم الله ، فيكون ذلك وقاية بينهن و بين النار ".
على أن الرسول صلى الله عليه و سلم يصور هذا النوع من المسئولية تصويراً جميلاً في غير ما حديث ، إنه يصور الأمة في توادها و تراحمها بجسم إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى.
و هو يقول في روعة أخاذة:
"كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيتة"
ثم يفصل هذا الإجمال و يضرب بعض الأمثلة، فالإمام راع و مسئول عن رعيته ، و الرجل في بيته راع و مسئول عن رعيته ، و الزوجة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيته ، و الخادم راع في مال سيده و مسئول عن رعيته ، إذن الآباء و الأجداد ليسوا مقياس الحقيقة ، و كذلك العرف و العادة ، و الفرد مسئول عما يفعل ، و كل إنسان مأمور بأن يصلح من نفسه و من أمر الآخرين.
في هذا الجو أخذ محمد صلى الله عليه و سلم ينشر دعوته.
________________
(1) سورة التحريم آية: 6