١- ينبغي للمسافر للحج أو العمرة أن يبذل بالصدقة والإحسان يديه، و يكف أذاه.
٢- وأن يطلب رفيقًا صالحاً موافقاً راغباً في الخيرات، وقد قالوا: "الرفيق قبلَ الطريقِ".
وأعظمُ رفيقٍ وأجَل صاحبٍ في السفرِ هو الله تعالى؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على راحلته خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً، ثم قال: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلأر بنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد". وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون"(١).
ثم إن ربك سبحانه وتعالى يرافقك بذكره، ويحفظك إذا حفظته في نفسك وفكرك وقولك وفعلك، قال تعال: (فاذكروني أذكركم) [البقرة: ١٥٢]، وقال: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) [المائدة: ١٢].
ثم رفقة الصالحين الصادقين من شيخ معلم يمنحك من ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- أو من أخ يذكرك بالله ورسوله ويأمرك بمعروف وينهاك عن منكر، ولن تعدم في الناس خيراً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة: ١١٩]، وقال: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه: ٣١-٣٢].
و إن تيسر أن يكون من العلماء العاملين ؛ليعينه على أفعال الحج و مكارم الأخلاق، و يمنعه من سوء ما يطرأ على المسافر من مساوئ الأخلاق، فهو أولى ؛لقوله -صلى الله عليه و آله وسلم-: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"(٢).
٣- وأن يحسن إلى رفيقه ما استطاع، حيث يحسن إلى الدواب التي تحمله، فلا يحمل عليها أكثر مما تتحمل، فإن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شئ" (٣).
٤- فإن مزح فلا يقولن إلا الحق، فإن الله حرم من الباطل هزله وجده.
٥- و يتحرى أن تكون نفقته حلالاً، ليكون أبلغ في استجابة دعائه، فإن حج بمال حرام صح حجه في ظاهر الحكم، لكنه ليس حجاً مبروراً.
___________________
(١) أخرجه مسلم (١٣٤٢).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٨٣٥)، والترمذي (٢٥٥٢)، عن أبي هريرة رضي الله عنه وحسنّه.
(٣) أخرجه مسلم ( ٥١٦).