السؤال الثاني .. لماذا لم يفسر القرآن الكريم الآيات العلمية لأولئك الذين عاصروا نزول القرآن .. وربما لأجيال بعدهم ؟
المعروف أن حقائق الكون التي أعلنها الله في القرآن الكريم تمس قوانين كونية كبرى ينتفع بها الإنسان سواء علمها أو لم يعلمها .. فالشمس .. ودوران الأرض .. والجاذبية الأرضية .. والليل والنهار .. وكل ما يتعلق بهذا الكون .. وعلم الأجنة وما يدور في الأرحام .. وكل ما يتعلق باستمرار النوع البشري .. كل ذلك من قوانين الكون .. وقوانين الخلق ينتفع بها الناس سواء علموا بها أو لم يعلموا .. الملايين لا يعرفون شيئا عن النظام الكوني .. والتوازن الدقيق الموجود فيه .. ومع ذلك ينتفعون به .. والملايين لا يعرفون شيئا عن جاذبية الأرض .. ومع ذلك ينتفعون بكل قوانينها .. والملايين لا يعرفون شيئا عن حياة الطفل في رحم أمه .. ومع ذلك فإن عدم العلم لم يمنعهم من إنجاب الأطفال ..
ومن هنا لم يكن تفسير مثل هذه القضايا العلمية المتقدمة التي ذكرها القرآن ضرورة بالنسبة للذين عاصروا نزوله .. لأنهم ينتفعون به .. سواء علموها أو جهلوها .. ولذلك أعطاهم الله على قدر عقولهم .. ثم فسر بعد ذلك للأجيال .. كل جيل على حسب عقله ..
نعود بعد ذلك إلى قول المستشرقين .. هم يقولون أن قوانين الكون تتصادم مع القرآن الكريم .. ونحن نؤكد لهم أن العلم الحديث قد أثبت أنه لا توجد حقيقة كونية واحدة تتصادم مع ما جاء في القرآن .. إن القرآن الكريم لا يتصادم مع قوانين الكون .. أو مع خلق الكون .. ولكن هذا التصادم المزعوم يأتي أحيانا عن حقيقة قرآنية أسئ تفسيرها .. لتبدو في غير معناها الحقيقي .. أو حقيقة علمية كاذبة يحاول الناس استغلالها ضد القرآن .. وكما قلت أعود فأكرر .. اننا لا نريد أن نثبت القرآن بالعلم .. بل أن العلم هو الذي يجب أن يثبت .. ويلتمس الدليل من آيات القرآن الكريم .. ذلك أن القرآن أصدق من أي علم من علوم الدنيا .. ومن أي عالم في هذا العالم .. لأن مكتشف هذا العلم أو مخرجه بشر .. وقائل القرآن هو الله سبحانه و تعالى .. ومن هنا كما قلت فإنني لا أحاول أن أثبت القرآن بالعلم الأرضي .. ولكنني أرد على الذين يقولون أن تناقضا بين حقائق الكون الأساسية .. و كلام الله سبحانه و تعالى ..